مع الحديث الشريف
أمور ننكرها
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، وَوَكِيعٌ، ح وحَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، ح وحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ح وحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَعَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، كُلُّهُمْ عَنِ الْأَعْمَشِ، ح وحَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَاللَّفْظُ لَهُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّهَا سَتَكُونُ بَعْدِي أَثَرَةٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ تَأْمُرُ مَنْ أَدْرَكَ مِنَّا ذَلِكَ؟ قَالَ: «تُؤَدُّونَ الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ، وَتَسْأَلُونَ اللَّهَ الَّذِي لَكُمْ». (صحيح مسلم 3539)
أيها المستمعون الكرام:
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
يتحدث هذا الحديث الشريف عن زماننا الذي نمر فيه هذه الأيام، فيخبرنا رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام بأنه سيأتي زمان من بعده يحدث فيه ما ينكره الشرع وينهى عنه فتسود هذه المنكرات بقوة السلطان الظالم وبطشه، وهنا قد سأله صحابته رضوان الله عليهم عما يجب عليهم أن يفعلوه إن هم أدركوا هذا الزمان، فقالوا له ” كيف تأمر من أدرك منا ذلك؟” فكان جوابه صلى الله عليه وسلم بأن على من أدرك ذلك أن يقوم بما كتب الله عليه وما افترضه وأن يقدم ما يجب أن يقدم بلا أي انتظار للشكر والعرفان من أحد إلا من الله سبحانه وتعالى، فيحتسب هذا الأمر لوجه الله سبحانه وتعالى وابتغاء مرضاته، على أن هذا الأمر كان على وجه الأمر وليس على وجه النصيحة، فالصحابة قد سألوا عن الأمر الذي يأمره لمن أدرك هذا الزمان.
وهنا يجب أن ندرك لفتة مهمة في هذا الحديث، وهي أن الزمان يتغير ويتبدل فيصبح لغير العادلين الظالمين سلطان على المسلمين، وهنا يجب أن نقوم بما أمرنا به سبحانه وتعالى لهؤلاء المتسلطين، فنستعين بالله عليهم ونرجو منه وحده النصر والتمكين الذي لا يملكه أحد سواه، فهو صاحب الأمر في النصر وتوقيته وكيفيته، فيجب علينا ألا نتقاعس لنصل إلى النصر الذي هو بيد الله وحده.
فالله نسأل أن يعيننا على القيام بهذا الفرض العظيم، وأن يعيننا على حمل الأمانة، وأن يعجل بالفرج القريب، اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح