Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف – هل أدركت الأمة معنى رعاية الشّؤون؟

 

مع الحديث الشريف

هل أدركت الأمة معنى رعاية الشّؤون؟

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

عن معقل بن يسار قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللهُ رَعِيَّةً فَلَمْ يُحِطْهَا بِنُصْحِهِ إِلاَّ لِمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ». رواه مسلم برقم 3517.

 

أيّها المستمعون الكرام:

 

إن القلب ليمتلئ حزنا وهمّا لما أصاب شباب الأمة وشاباتها من وقوع في المحذور، بعد أن أصبحت هواتفهم وأجهزتهم سلاحا ذو حدٍّ واحد فقط، حدّ لاستقبال الرذيلة أو نشرها، حدٍّ لتناقل الصور العارية والأفلام الساقطة، حدٍّ لتناقل الرسائل بين الأجانب، حدٍّ لضرب المواعيد المحرمة، بل وارتكاب كل حرام، فأين ولي الأمر في هذا وغيره، ما هو دوره؟ كيف يرى ويسمع ولا يمنع؟ أيّ تهاون هذا؟ أي ضياع هذا؟ أين ولي الأمر من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ كيف يحج ويصلي؟ ألا يرى أن الإثم الذي وقع فيه كافٍ ليذهب به إلى جهنم؟

 

أيها المسلمون:

 

هذا دور العائل في بيته، فما دور الحاكم؟ الحاكم الذي بيده مقاليد أمور الدولة، إن مسؤولية الدولة أن تضرب بيد من حديد على كل من يقترب من هذه المحرمات، فما معنى المسؤولية إلا الحماية والصيانة والمحافظة على المجتمع؟ فهي من يستطيع متابعة ذلك، تستطيع أن تمنع هذه المصائب، ولكنّ الدولة الحقيقية اليوم غائبة، ودول الضرار حاضرة، فأين الخليفة الحاكم الراعي؟ أين من يتعبد الله برعاية شؤون الأمة؟ فيحسب الحساب للإثم والعقاب، أين الخليفة الراعي الذي يردد كلام عمر بن عبد العزيز، عندما دخلت عليه زوجه فاطمة وهو جالس في مصلاه واضع خده على يده ودموعه تسيل على خديه، فقالت له: مالك يا عمر.. فقال: “ويحك يا فاطمة، قد وليت من هذه الأمة ما وليت، فتفكرت في الفقير الجائع، والمريض الضائع، والعاري المجهود، واليتيم المكسور، والأرملة الوحيدة والمظلوم المقهور، والغريب والأسير، والشيخ الكبير، وذي العيال الكثير والمال القليل، وأشباههم في أقطار الأرض وأطراف البلاد، فعلمت أن ربي عز وجل سيسألني عنهم يوم القيامة، وأن خصمي دونهم محمد صلى الله عليه وسلم فخشيت أن لا يثبت لي حجة عند خصومته فرحمت نفسي فبكيت”.

 

اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ. 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم