مع الحديث الشريف
“باب ما جاء في المزابنة والمحاقلة”
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية،
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْن، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، مَوْلَى ابْنِ أَبِي أَحْمَدَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ، أَنَّ رَسُولَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْمُزَابَنَةِ وَالْمُحَاقَلَةِ، وَالْمُزَابَنَةُ اشْتِرَاءُ الثَّمَرِ بِالتَّمْرِ فِي رُءُوسِ النَّخْلِ، وَالْمُحَاقَلَةُ كِرَاءُ الْأَرْضِ بِالْحِنْطَةِ .
ما زال كثير من أبناء الأمة الإسلامية يجهل الكثير من أحكام الإسلام في شؤون المال والاقتصاد، حتى ظن البعض أن الإسلام ليس لديه نظام اقتصادي، والأمر على خلاف ذلك تماما، حيث أن الإسلام بين في مواضع كثيرة جدا، لا تكاد تحصى، أحكام المال والمعاملات بين الناس وقيدها حتى لم ينس منها شيئا، ولم يترك الناس هملا لا ضابط في معاملاتهم.
وهذه عينات من البيوع التي قد حرّمها الإسلام، وبغض النظر عن علة تحريمها، فهي تؤدي في كثير من الأحيان إلى النزاع والخلاف، لأنها تشتمل على الغرر وتُعقد على الجهالة، ولما فيها من أكل أموال الناس بالباطل، وبالتالي ينشأ الحقد والتشاحن بين المسلمين.
وقد نهى الإسلام العظيم عن كثير من البيوع الجاهلية كالمعاومة والمخابرة، وبيع الثمار على أصولها لما في ذلك من غبن وظلم، وهذا البيع أي المزابنة هو في أصله بيع الكرم بالزبيب، والمحاقلة هو بيع الحقل، أي الزرع أو الحب في سنبله يباع بالحنطة كيلا.
والإسلام العظيم حارب الظلم ونهى عن أكل الناس أموالهم بينهم بالباطل، ووضع أحكاما عادلة فيها إنصاف للناس وسعادتهم في الدارين.
إلى هذا الخير نعمل، فكونوا مع العاملين المخلصين لإعادة الحكم بهذا الدين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.