Take a fresh look at your lifestyle.

الصورة التي تجلب العار لأمريكا

 

 

الصورة التي تجلب العار لأمريكا

(مترجم)

 

الخبر:

 

في 26 حزيران/يونيو، خصصت صحيفة London Evening Standard صفحتها الأولى لصورة أب غارق وابنته البالغة من العمر عامين بعنوان “الصورة التي تجلب العار أمريكا”. وكتب المقال عن الكيفية التي تدمرت فيها هذه العائلة الشابة بصورة مأساوية وهي تحاول الدخول إلى الولايات المتحدة الأمريكية بحثاً عن الحلم الأمريكي، للهروب من حياتهم المنكوبة بالفقر في السلفادور.

 

التعليق:

 

نظراً لأن الحكومة الأمريكية عازمة حالياً على منع المهاجرين من أمريكا الجنوبية من دخول البلاد، فإن الناس يتعرضون لمخاطر أكبر، مثل السباحة السريعة في الأنهار وعبور الصحارى القاسية، للدخول قبل صعود الجدار.

 

تشعر أمريكا بالعار حقاً بسبب سياساتها القومية اللاإنسانية التي تقسم الجنس البشري وفقاً للقوميات والعرقيات السطحية. ومن العار بالقدر نفسه الأيديولوجية الأنانية التي تربك ثروة أمريكا، التي تجني جزءاً كبيرا منها من خلال السياسات الخارجية العدوانية والسرقة والاستغلال، مع الفكرة التي تحملها نخبة قليلة تكره تقاسم الثروة مع بقية العالم.

 

إن أمريكا هي الدولة المستعمرة التي تبقي دول أمريكا الجنوبية كالسلفادور فقيرة لمصلحتها الخاصة، بحيث يكون الناس يائسين للمغادرة ويتحملون مخاطر هائلة على أمل حياة أفضل.

 

ينبغي للعالم بأسره، وخاصة المسلمين، أن يعيبوا علانية الحكومة الأمريكية والمدافعين عنها الذين يروجون لاستعمارها ومبدئها العلماني في الخارج، لأنهم فاسدون حقاً ولا يستحقون اعتبارهم نموذجاً لكيفية العناية بشؤون الأمم.

 

للإسلام، من ناحية أخرى، أساس تشريعي واضح مع أحكام لا تخدم النخبة الثرية فقط، بل تجلب الثروة للفقراء وتوفر فرصاً حقيقية للجميع. فللمسلمين تاريخ حافل في جهودهم التي بذلوها لنقل الثروة إلى البلاد التي كانوا يفتحونها، على عكس المستعمرين الأمريكيين الذين يغزون من أجل استغلال ونهب البلاد المحتلة. لا يقسم الإسلام الإنسانية إلى أقليات عرقية بل يعمل على التخفيف من محنة المهاجرين الأجانب. يتمتع المسلمون بتاريخ حافل من الترحيب بالمهاجرين وطالبي اللجوء، دون منعهم من الدخول أو تعريضهم للسجن بعد أن يتمكنوا من الدخول.

 

إن المبدأ العلماني السقيم الذي تدافع عنه أمريكا كزعيمة للعالم الحر هي سبب هذا الخزي وهذه الإهانة للشعب الأمريكي، وقد حان الوقت لكي يروا الحماقة التي عليها مبدؤهم وليعتبروا الإسلام طريقة حقيقية صادقة للحياة لارتقاء البشرية جمعاء، كما أراد خالق البشرية، رب العالمين.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

يحيى نسبت

الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا

 

 

2019_06_30_TLK_1_OK.pdf