الحديث الشريف
نصرة الظالم والمظلوم
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم”مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا نَنْصُرُهُ مَظْلُومًا فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا؟ قَالَ: «تَأْخُذُ فَوْقَ يَدَيْهِ »رواه البخاري.
التعليق:
إن هناك الكثير من الأحاديث الشريفة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ترشد إلى الأخوة وحقوقها، وكيف يجب أن تكون في شكلها الصحيح. فمنها ما أرشد إلى الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها الإخوة في تعاملهم مع بعضهم، ومنها ما جاء في تعاملهم مع بعضهم. وهنا في هذا الحديث، جاء يرشدنا كيف نكون كالبنيان المرصوص عونًا لبعضنا البعض.
فإذا وقع الظلم على أخٍ لنا –وهي هنا الأخوّة في الإسلام- وجب علينا أن نقف معه ونسانده، ونرفع الظلم عنه بأية طريقة أو أسلوب شرعي. وأقل ما يمكن للمرء فعله هو أن يخفف عنه أخيه، ويدعو له، أما رفع الظلم فهو مرتبط بالقدرة والاستطاعة، فإن وجدت ولم يحاول رفع الظلم فهو مقصر وآثم، والكثيرون اليوم نجدهم هكذا للأسف.
لكن الله سبحانه وتعالى جعل رفع الظلم ممكنًا، إن لم يستطع أحدهم استطاع الآخر، فهناك دائمًا من يستطيع رفع الظلم، فالعدل هو الأصل، والظلم حالة طارئة، ناتجة عن غياب القائمين على العدل. ونحن اليوم نرى بأم أعيننا كيف استفحل الظلم في أمتنا.
وهناك أمر آخر أرشد إليه الحديث، وهو إن كان أحد أخوتنا ظالمًا، وليس مظلومًا، فهنا يجب علينا أن نوقفه عند حده، إما بأن نذكره بالصواب، ونساعده على فعله، أو أن نمنعه ونجبره على أن لا يستمر ويرجع عن ظلمه، حسب الحال والظرف، حتى يتوجه إلى الوجهة الصحيحة. وهذا يوجب عدم التساهل، حتى يتمكن العدل في المجتمع.
إن العدل يجب أن يطبق كما أراد الله، وليس على حسب رغباتنا، وأهوائنا، وليس هو على التخيير، بل هو على الوجوب، فعلينا أن نتلبس بهذا الواجب، ملتزمين فيه بما شرعه الله سبحانه وتعالى، ومطبقين أحكامه في كل صغيرة وكبيرة، حتى يتحقق العدل والإنصاف، وتنهض أمة الإسلام، ويسود العدل العالم كله.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح