مع الحديث الشريف – المرأة بعد نزول الوحي
حياكم الله مستمعينا نكون وإياكم وحلقة جديدة من برنامجكم مع الحديث الشريف .. فكونوا معنا
عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَرَأَ عَلَيْنَا أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَنَهَانَا عَنْ النِّيَاحَةِ فَقَبَضَتْ امْرَأَةٌ يَدَهَا فَقَالَتْ أَسْعَدَتْنِي فُلَانَةُ أُرِيدُ أَنْ أَجْزِيَهَا فَمَا قَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا فَانْطَلَقَتْ وَرَجَعَتْ فَبَايَعَهَا
منذ أن بدأ نزول الوحي بدأت المرأة تتحسس مكانتها للأهمية التي أعطاها إياها الشرع، وبدأت تحقق الغاية التي خُلِقَت لأجلها (عبادة الله)، وعلمت وقتها أنها والرجل سواسية في التكليف كلٌ حسب استطاعته وطبيعة خلق الله له، بخلاف ما كانت تُعامل أيام الجاهلية، فعلمت أن لها الحق في مبايعة الحاكم وأن لها حق المشورة، ولها الحق في أن تكون قاضية حسبة وقاضية فصل الخصومات وغير ذلك من الأعمال التي لم تكن على اطلاع بها لكونها امرأة، ولا ترتقي لهكذا أعمال في نظر مَن هُم حولها في الجاهلية.
صافح رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء لمبايعتهن، وكانت الخطوة الأولى لتصعد المرأة وتتصدر المكانة التي أرادها لها رب العالمين حاملة دعوة الإسلام، أم مربية أجيال، وزوجة صالحة تدخل السرور على قلب زوجها، فمنذ أن بايعت النساء رسول الله صلى الله عليه وسلم بدأن يتعلمن، وبدأن يلتزمن بفرض الله ويعملن جاهدات بكل ما لديهن من استطاعة على تأدية الفرض، كما ويعملن جهدهن أن لا يقعن في محرم، وعندما أمرهن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدم الشرك ونهاهن عن النياحة كان ليعلمن أن هذا جزء من قانون أوجده الله لتنظيم صلة المرأة بربها وأنها لم تُخلق عبث، وأن عليها واجبات كما لها حقوق، وأنها لن تنالها إلا إذا علمت ما هي ولن يكون ذلك إلا إذا تعلمت شرع ربها ..
مستمعينا الكرام وصلنا وإياكم لنهاية حلقتنا لهذا اليوم، وإلى حين أن نلقاكم في حلقة جديدة وحديث جديد أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته