Take a fresh look at your lifestyle.

ازدياد وفيات المواليد الجدد في أوزبيكستان؛ فمن ينقذهم؟

 

 

ازدياد وفيات المواليد الجدد في أوزبيكستان؛ فمن ينقذهم؟

 

طفت على الساحة في أوزبيكستان في منتصف شهر حزيران/يونيو الماضي حادثة موت خمسة أطفال في مستشفى للولادة في سمرقند في مركز منطقة “باريناتال”، وتسليم الأمهات جثامين أخرى غير جثامين أبنائهنّ، وكان ذلك قد وقع بين 18 شباط/فبراير و1 آذار/مارس 2019، وبدأت الشبهات والتحقيقات في حينه.

فقد أعطيت جثة أحد الأطفال المتوفين لكولجاهان كريموفا التي وَلدت في هذا المستشفى في 28 شباط/فبراير كما أخبر أقارب كريموفا راديو “آزادليك”، لكن عندما تم تحليل الحمض النووي تبين أن الرضيع المتوفى لأم وأب آخرين.

من جهته أكدّ مكتب المدعي العام الأوزبيكي هذه المعلومات لراديو “آزادليك”، ووصفها بأنها “حادثة خطيرة للغاية” في سمرقند، وأخبر أن مجموعة خاصة من المحققين تحقق في الأمر وأن القضية يتابعها مكتب المدعي العام.

وكانت كولجاهان كريموفا وعمرها 21 عاماً من سكان منطقة سمرقند، قد جاءها المخاض في صبيحة يوم 28 شباط/فبراير في مركز الولادة وأخبروها بأنها ولدت بنتا. ولم تستمر فرحة الأم الشابة طويلا إذ أخبرها الأطباء في الليلة نفسها أنّ مولودها قد مات وأعطيت جثة ولد.

إعطاء جثة ولد بدل بنت، أثار شبهات عند كولجاهان كريموفا وأقاربها بأنّ الطفل الميت ليس طفلتها التي أنجبتها فراجعوا قسم الشئون الداخلية في سمرقند طالبين اختبار الحمض النووي قبل الدفن، فأكد مختبر الحمض النووي التابع لمركز فحص الطب الشرعي الجمهوري الذي سُمِيَ على اسم سليمانوف، أكد الشكوك؛ فقد تبين أن الطفل لا يتطابق حمضه النووي مع الأم.

حكاية كولجاهان، التي ما زالت غير قادرة على الخروج من الصدمة النفسية، روتها والدتها غولاندام كاريموفا، إلى راديو “آزادليك”.

“عندما غسلنا الجثة، رأينا أنها كانت فتى، وقدمناها على الفور إلى مستشفى الولادة وقلنا لهم أنتم تكتبون أنّ المولود فتاة، وهذا صبي! فكان الردّ ما المشكلة نكتب مرة أخرى أن المولود صبيّ! ثم قدمناه إلى تحليل الحمض النووي. بقي الصبي في الفحص يومين ثم دفناه، وأظهرت نتائج التحليل أن الطفل ليس لنا 100%”.

ووفقاً لأحدث تقرير لمنظمة الصحة العالمية عن وفيات المواليد، فإن 20 مولودا حيا من كل 1000 في أوزبيكستان قد ماتوا في عام 2017.

وهذا يعني أن واحداً من كل 50 طفلاً في أوزبيكستان يموتون بعد الولادة. توفي خمسة أطفال من بين 37 في يوم واحد في مستشفى الولادة بمنطقة سمرقند، مما يشير إلى وفاة طفل واحد من كل سبعة. هذا هو حوالي خمس مرات أكثر من المؤشر المتوسط في أوزبيكستان.

وكان رئيس أوزبيكستان شوكت ميرزياييف قد صرح في 7 شباط/فبراير 2017 في مؤتمر عبر الفيديو مخصص للمشاكل في نظام الرعاية الصحية ومستقبل تطوير المجال: “تتفشى الرشوة في مستشفيات الولادة، من الضروري إنهاء هذا الفساد. إذ باتت تلك الرشوة منتشرة كأنها أمر عادي.. إذ يجب إعطاء المال للقابلة، ولكن هذا الأمر غير صحيح”.

إنّ حالة المجال الطبي في أوزبيكستان هي حالة مزرية محزنة، خاصة مستشفيات الولادة، إذ انتشرت الرشاوى وفقدت مسؤولية التصرف وانتشر الإهمال انتشارا واسعا. وبسبب ضعف رواتب العاملين في المجال والذي لا يكفي لسدّ الاحتياجات الأساسية، ورغم مجانية الطب في أوزبيكستان يطلب العمال المال من المرضى لكل شيء؛ للعلاج وللأشياء الضرورية.

أمّا حالة المستشفيات، خاصة في المناطق النائية والقرى، فحدّث ولا حرج. فوفقا لبعض التقارير، فإن النساء اللائي يعشن في المناطق الريفية في أكثر الحالات يلدن في منازلهنّ بدون مساعدة القابلات.

وبسبب عدم قدرة شبكات الكهرباء على العمل دون انقطاع، يحدث تأخير كهربائي متكرر أثناء المخاض وعند وقوع العمليات الجراحية يجبر بعض الأطباء على إتمام العملية بدون كهرباء.

في الحقيقة الرشاوى تبدأ من دار العلوم حيث يتم تقييم الطالب وفقاً للمبلغ الذي يقدمه، وليس وفقاً لعلمه ولجهوده. ولذلك يكثر الأطباء والممرضون الأميون عديمو الخبرة والأهلية، بينما يهاجر الأطباء المؤهلون وذوو الخبرة إلى الدول الغنية مثل روسيا وتركيا وإيران لكسب المال.

لقد أصبحت حياة الناس في أوزبيكستان دون قيمة، في السنوات الأخيرة، فزادت وفيات الأمهات والمواليد، والحكومة لا تفعل أي شيء سوى الكلام الفارغ.

إنّ كل هذه المشاكل لا تحل إلا في ظل الإسلام. طالما أننا لا ننتقل إلى نظام الحكم الذي يحكم بما أنزل الله سبحانه وتعالى، فسوف نبقى في دوامة هذه المشاكل. فهي كلها ثمرات نظام العلمانية الذي أبعد أحكام الشريعة عن معترك الحياة، وهو ما أوقع الإنسانية في البؤس والشقاء…

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مخلصة الأوزبيكية

2019_07_03_Art_Increased_newborn_mortality_in_Uzbekistan_AR_OK.pdf