Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف – الأمانة في الإسلام

 

مع الحديث الشريف

الأمانة في الإسلام

 

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا ضُيِّعَتْ الْأَمَانَةُ فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ» قَالَ: كَيْفَ إِضَاعَتُهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «إِذَا أُسْنِدَ الْأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ» رواه البخاري.

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام محمد بن عبد الله، أما بعد,

 

يشير هذا الحديث الشريف إلى موضوع الأمانة، وهي كل ما يجب على الإنسان حفظه وأداؤه، وقد جاءت نصوص كثيرة في هذا الموضوع، منها قول الله سبحانه وتعالى: (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) [الأحزاب: 72]. ومما قيل في الأمانة: “الأمانة تشمل: كل ما استودعك الله، وأمرك بحفظه، فيدخل فيها حفظ جوارحك من كل ما لا يرضي الله، وحفظ ما ائتمنت عليه من حقوق الناس… “

 

وهنا يجب أن نلاحظ أن الأمر مرتبط بما جاء به الشرع من أوامر، حيث أن الأمانة تقتضي أن يحافظ المسلم على ما كلفه الشرع به، والقيام بكل ما يتطلب من أجل ذلك. وهنا في هذا الحديث يذكر ولاية الأمر، وهي أمانة، وأية أمانة، يكون المرء مكلفًا فيها بتطبيق شرع الله، ورعاية شئون الرعية حسب أوامره سبحانه وتعالى، فولي أمر المسلمين هو الذي يطبق الإسلام، وأي تقصير في ذلك يوقعه في الإثم. ويشير الحديث هنا أن تضييع هذه الأمانة من علامات الساعة. والغريب أن الأمانة من الصفات التي أجمع البشر على وجوبها لحفظ المجتمع وقيمه، لذلك يجب أن ينتبه المسلم إلى ضرورة الاتصاف بالأمانة لأنها من أوامر الله سبحانه وتعالى، وابتغاء مرضاته عز وجل، ونحن المسلمين نعلم ثقلها؛ لذلك تجد المسلمين المخلصين أحرص الناس عليها. وعلينا دائمًا استحضار قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا: إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ» رواه البخاري.

 

وهناك نقطة يجب الوقوف عليها، وهي أنه كلما ضعفت التقوى أصبح المسلم أقرب من تضييع الأمانة والخيانة، فالرادع هو الخوف من الله، ومتى وجد هذا الرادع، تُحفظ الأمانة ويقوّم المجتمع، ويحافظ عليه، فيكون خير مجتمع، نبراس خير لكل البشر.

 

الله نسأل أن يعيد مجتمعنا مجتمع خير بتطبيق شرع الله وتحكيمه على أيدي ولي أمر المسلمين، خليفتهم العادل.  

 

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله،

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح