مع الحديث الشريف
باب يوم يكشف عن ساق
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في “باب يوم يكشف عن ساق”
حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن معبد بن خالد قال: سمعت حارثة بن وهب الخزاعي قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “ألا أخبركم بأهل الجنة كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره، ألا أخبركم بأهل النار كل عتل جواظ مستكبر”.
من ذا الذي يقسم على الله؟ ومن ذا الذي يبره الله إن أقسم عليه؟! لا شك أن من يحظى بهذا ليس مسلما عاديا، بل لا بد أن يكون مسلما قد دخل في حالة مع الله، حالة من الإيمان والصدق لا يعلمها إلا الله، حالة من الحب لله جعلت دعاءه مستجابا. وقد وصف رسولنا الكريم هذا الشخص في أحاديث أخرى بأنه أشعث أغبر، فأشعث صفة لشعره غير المرتب، وأغبر صفة للونه وثيابه الغبراء من شدة الفقر. إذن الميزان والمقياس ليس الجمال أو الغنى أو غيرهما، بل المقياس قوة إيمانه وتعلقه وحبه لله وفي الله.
أيها المسلمون:
كم أشعث أغبر في هذا الزمان من بينكم؟ لا شك أن من بينكم من يعرف الله، ويحب الله ورسوله، ولكن هذا لا يكفي، إذ لا بد من الوقوف مواقف ومواقف تجاه ما يحدث للأمة على مستوى القادة والحكام المتآمرين عليها في كل الميادين، فإلى جانب مشاعر الإيمان الجياشة لا بد من محاسبة من يكيد للأمة كيدا، ومن محاسبة من يقف في صف أعدائها، فالإسلام فيه الجانب الروحي الذي يطلب من كل مسلم الوقوف على أحكامه جميعها، وأول هذه الأحكام العمل مع العاملين لإعادة مجد الإسلام الغائب، دولة العز والكرامة، دولة الخلافة، فإلى هذا ندعوكم للعمل أيها المسلمون.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم