بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
باب قول الله تعالى وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتاب البيوع باب قول الله تعالى وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها
حدثنا طلق بن غنام حدثنا زائدة عن حصين عن سالم قال حدثني جابر رضي الله عنه قال بينما نحن نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبلت من الشام عير تحمل طعاما فالتفتوا إليها حتى ما بقي مع النبي صلى الله عليه وسلم إلا اثنا عشر رجلا فنزلت {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها}
الشروح
قوله: (باب قول الله عز وجل: {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها} كأنه أشار بهذه الترجمة إلى أن التجارة وإن كانت ممدوحة باعتبار كونها من المكاسب الحلال فإنها قد تذم إذا قدمت على ما يجب تقديمه عليها.
أحبتنا الكرام: إن لله في كل فعل أمر علينا التقيد به حسب ما شرع لنا، فعندما حبب إلينا التجارة، وجعلها من الوسائل التي يمكن أن ننمي أموالنا بها، وعندما حبب إلينا المال أيضا طلب منا التقيد بما هو أولى وأداء الأولى فالأولى، إذ إن مناسبة نزول الآية هو التهاء المسلمين عن الصلاة بما تحمل العير .. ونحن نعلم أن الصلاة عمود الدين ونعلم أيضا أن الوقوف للصلاة هو وقوف بين يدي الله الواحد، فكيف بنا لو كبُرنا والنظام الرأسمالي مطبق علينا وقد تأثرنا به، كيف بنا وكسب المال والمصالح تشغلنا وتلهينا ليس عن الصلاة فقط بل عن العمل لإقامة دولة تطبق شرع الله؟
أم أن جمع المال أولى من إقامة دولة عُطلت بذهابها أغلب أحكام الشرع بما فيها ما يخص النظام الاقتصادي؟!
أحبتنا الكرام وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر نترككم في رعاية الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.