مع الحديث الشريف – باب من قال إن الإيمان هو العمل
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في ” باب من قال إن الإيمان هو العمل”.
حدثنا أحمد بن يونس وموسى بن إسماعيل قالا حدثنا إبراهيم بن سعد قال: حدثنا ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي العمل أفضل فقال: “إيمان بالله ورسوله، قيل ثم ماذا، قال: الجهاد في سبيل الله، قيل ثم ماذا، قال حج مبرور”.
أيها المستمعون الكرام:
إن مما ابتلي به المسلمون في هذا الزمان حكام باعوا أنفسهم وأمتهم لأسيادهم من شياطين الأمريكان والأوروبيين، فأصبحوا معا سواء، فإذا حارب الغرب المسلمين، حاربهم من خلال الحكام، وإذا مكر الغرب بالمسلمين، مكر بهم من خلال الحكام. فلا تستغربوا إذن منع الجهاد من قبل الحكام، بل ومنع تأدية فريضة الحج إلا من خلال شروط وقوانين وأحكام ما أنزل الله بها من سلطان.
أيها المسلمون:
هكذا حاربكم الكافر المستعمر، من خلال حكامكم العملاء، لقد دافع بهم عن نفسه، بل هاجمكم من خلالهم، فمنع جل أحكام الله من أن تطبق، حتى وصل به الحال إلى تغير مناهج التعليم في جل الدول التي تعيشون فيها، وعلى رأسها بلاد الحجاز(السعودية)، حيث حذف من كتب الدراسة الآيات التي تتحدث عن أهل الكتاب وتصفهم بالكفار. إذن لا غرابة بعد ذلك أن يمنع الحكام كل ما من شأنه أن يفضح أقوالهم وأفعالهم، ولا غرابة إن قاموا هم أنفسهم بتوجيه دفة الحرب نحو المسلمين في اليمن والشام وغيرها من بلاد المسلمين، فهم يقاتلون عن الكفار بجيوش المسلمين. أبعد هذا يكون جهادا؟ أبعد هذا يطالبون بفتح باب الجهاد؟ هم العدو فاحذروهم.
أيها المسلمون:
رغم ذلك لم تطفأ جذوة الجهاد في قلوب المسلمين، فقد خرج الناس فرادى وجماعات يطالبون بالجهاد، يقومون بأعمال جهادية، أحيت في الأمة ماضيها وتاريخها الجهادي العريق، وهذا إن دل على شي إنما يدل على أن الأمة ما زالت تنتظر من يأخذ بيدها نحو الجهاد الحقيقي في سبيل الله، وهذا إنما يكون من خلال دولة الإسلام القادمة قريبا بإذن الله.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم