Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف – إنما الصدقة عن ظهر غنى

 


مع الحديث الشريف – إنما الصدقة عن ظهر غنى

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حياكم الله معنا مستمعينا الكرام نكون وإياكم وحديث جديد في برنامجكم (مع الحديث الشريف)

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ جَاءَ رَجُلٌ بِمِثْلِ الْبَيْضَةِ مِنْ ذَهَبٍ أَصَابَهَا فِي بَعْضِ الْمَغَازِي، قَالَ أَحْمَدُ: فِي بَعْضِ الْمَعَادِنِ، وَهُوَ الصَّوَابُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، خُذْهَا مِنِّي صَدَقَةً، فَوَاللَّهِ مَا لِي مَالٌ غَيْرَهَا، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ جَاءَهُ عَنْ رُكْنِهِ الْأَيْسَرِ، فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ جَاءَهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ، فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ: “هَاتِهَا“، مُغْضَبًا، فَحَذَفَهُ بِهَا حَذْفَةً لَوْ أَصَابَهُ لَأَوْجَعَهُ أَوْ عَقَرَهُ ثُمَّ، قَالَ: “يَعْمِدُ أَحَدُكُمْ إِلَى مَالِهِ لَا يَمْلِكُ غَيْرَهُ فَيَتَصَدَّقُ بِهِ، ثُمَّ يَقْعُدُ يَتَكَفَّفُ النَّاسَ، إِنَّمَا الصَّدَقَةُ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، خُذْ الَّذِي لَكَ لَا حَاجَةَ لَنَا بِهِ”. فَأَخَذَ الرَّجُلُ مَالَهُ وَذَهَبَ.

للفرد حق التصرف بماله صلة ونفقة، لكن حسب الطريقة التي حددها الإسلام، حيث أن الإسلام حدد طرق الإنفاق وجعل لها ضوابط، ولم يجعل صاحب المال مطلق التصرف، بل حدد كيفية التصرف بماله في حياته وبعد مماته.

وتصرف الفرد بماله هو أن ينقل ملكية المال لغيره بلا عوض، كالأعطية أو كأن ينفقه على نفسه وعلى من تجب عليه نفقته.

ولأن الشرع حدد الطريقة التي يتصرف بها الفرد في ماله، فقد منع الفرد من أن يهب أو يهدي أو يتصدق بكل ماله، ويتكفف هو وعياله الناس، فقد اشترط أن تكون الصدقة عن ظهر غنى لقوله صلى الله عليه وسلم “خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى ، وابدأ بمن تعول” أي لا يتصدق إلا فيما يبقي له ولعياله غنى، والغنى هو إبقاء ما يكفيه من الحاجات الأساسية، وهي المأكل والملبس والمسكن، فمن أشبع حاجاته الأساسية يندب له أن يفضل الفقراء على نفسه، فيعطيهم من ماله ولو كان في حاجة لهذا المال لإشباع الحاجات الكمالية.

مستمعينا الكرام وصلنا لآخر حلقتنا لهذا اليوم وإلى حين أن نلقاكم في حلقة جديدة نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته