Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف – باب لا حمى إلا لله ولرسوله

 

 

 

مع الحديث الشريف 

باب لا حمى إلا لله ولرسوله

 

 

 

أحبتنا الكرام نحييكم بتحية الإسلام فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ونكون معكم وحديث جديد في حلقة جديدة من برنامجكم (مع الحديث الشريف).

 

أَنَّ الصَّعْبَ بْنَ جَثَّامَةَ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “لَا حِمَى إِلَّا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ”

 

قسم الإسلام الملكيات لثلاثة أقسام، ملكية خاصة وملكية دولة وملكية عامة، أما الملكية الخاصة فلكل فرد حق التصرف بملكه كيفما شاء بما لا يخالف شرع الله، وأما ملكية الدولة فتتصرف بها الدولة وتنفع بها الأمة حسب رأيها وما تراه مصلحة لهم، لكن دون أن يتملكها رجال الدولة ويتصرفوا بها كأنها ملك فردي، ودون أن تُخصص رجالات الحكومة دون غيرهم من الناس بهذه المنفعة فتكون حكرا لفئة دون الناس، وأما الملكية العامة فلجميع الناس الانتفاع بها ولكنها لا تُمَلك لأفراد لأنها وقتها تكون قد انتفت عنها صفة العموم أي للجميع، فليس لأحد أن يستحوذ على مكان ويضع يده عليه ويقول هذا لي، وأفعل فيه ما أشاء، وليس لأحد أن يحمي من هذه الأملاك لغير ما ورد في الحديث – لله ولرسوله – حيث أن الحمى هو المكان المحمي وهو خلاف المباح أي بخلاف ما وُجدت لأجله الأملاك العامة.

 

أما إن كان الحمى لله ولرسوله فللخليفة أن يحمي مكان يراه مناسبا ويخصصه لما هو في سبيل الله، كأن يحمي مكان ويجعله لكل ما تم جمعه من الحيوانات التي تجب فيها الزكاة إلى أن توزع لمستحقيها، أو لتلك التي تُغنم من الحرب إلا أن يتم تقسيمها، أو للخيل التي نجاهد عليها، ولو أنها لم تصبح وسيلة ممكنة الآن إلا أنا ضربناه مثلا لما تُحمى الأرض من أجله، أما حمي الأرض تسلطا ودون أن يكون القصد من وراء حمايتها أنها في سبيل الله فهو غير جائز لأن منفعة الأرض العامة لجميع الناس كما ذكرنا سابقا.

 

أحبتنا الكرام كنا وإياكم وحديث لا حمى إلا لله ولرسوله وإلى أن نلقاكم في حديث آخر نستودعكم الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.