الجولة الإخبارية
2019/07/24م
العناوين:
- · عودة التوتر بين أنقرة وقبرص حول ملف التنقيب عن الغاز
- · إيران تتهم بولتون بمحاولة جرّ بريطانيا إلى “مستنقع” التصعيد
- · الغنوشي يطمح لدور أكبر في تونس
التفاصيل:
عودة التوتر بين أنقرة وقبرص حول ملف التنقيب عن الغاز
تشهد العلاقات بين قبرص وتركيا المتوترة منذ أكثر من أربعين عاماً؛ بسبب مسألة تقسيم الجزيرة المتوسطية، تصعيداً حول مسألة احتياطات الغاز قبالة السواحل القبرصية، بعدما قررت أنقرة القيام بعمليات تنقيب جديدة. وتطمح قبرص لأن تصبح لاعباً كبيراً في مجال الطاقة بعد اكتشاف حقول ضخمة من الغاز في شرق البحر المتوسط خلال السنوات الأخيرة. ووقعت السلطات القبرصية عقوداً مع شركات عملاقة للطاقة مثل “إيني” و”توتال” و”إكسون موبيل” للتنقيب عن الغاز، لكن تركيا التي يحتل جيشها شمال الجزيرة تعارض أي عملية تنقيب واستخراج للغاز يتم إقصاء القبارصة الأتراك منها. وأرسلت أنقرة خلال الأشهر الماضية ثلاث سفن للتنقيب قبالة قبرص، متجاهلة تحذيرات الاتحاد الأوروبي وواشنطن، وتوعدت بتكثيف أنشطة التنقيب رغم تصويت الاتحاد الأوروبي على سلسلة تدابير بحقها لردعها عن القيام بهذه الأنشطة “غير المشروعة” في المنطقة الاقتصادية الخاصة لقبرص.
قبرص مقسمة منذ عام 1974 بعد انقلاب كان يهدف إلى إلحاق الجزيرة باليونان، ورداً على عمليات التنقيب التركية الأخيرة، قام الاتحاد الأوروبي بإقرار عقوبات تشمل اقتطاع 145,8 مليون يورو (164 مليون دولار) من أموال صناديق أوروبية كانت ستوجه إلى تركيا عام 2020. جمهورية قبرص، العضو في الاتحاد الأوروبي لا تسيطر سوى على القسم الجنوبي من الجزيرة، في حين أعلنت في الشطر الشمالي “جمهورية شمال قبرص التركية” غير المعترف بها دولياً. قبرص هي في الواقع أرض إسلامية ولكن تركيا خاصة في عهد أردوغان رعت دائما المصالح الأمريكية في قبرص. وبدلا من ذلك فإنه يجب عليها أن تعيد ضمها إلى تركيا، وهذا هو الحل المثالي والصحيح الوحيد لقبرص، وأي حل آخر غير هذا خاصة برعاية أمريكا فإنه يخدم قطعا المصالح الأمريكية.
————–
إيران تتهم بولتون بمحاولة جرّ بريطانيا إلى “مستنقع” التصعيد
اتهم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اليوم الأحد مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي جون بولتون بأنه يحاول “تسميم أفكار بريطانيا لجرّها إلى المستنقع”، محذّرا من التصعيد في المنطقة. وأججت طهران التوتر القائم أصلا في منطقة الخليج بخطوات تصعيدية شملت استهداف ناقلات للنفط قبل فترة وصولا إلى احتجاز ناقلة بريطانية في مضيق هرمز في عمل وصفته دول غربية بعملية قرصنة. وقال ظريف إن “الحذر وبعد النظر” هما السبيل الوحيد لتهدئة التوتر بين بلاده وبريطانيا بعد احتجاز طهران لناقلة ترفع العلم البريطاني. وأضاف في تغريدة على تويتر “بعد فشله في جذب دونالد ترامب إلى حرب القرن وخشية انهيار فريقه، يسمم جون بولتون أفكار المملكة المتحدة أملا في جرها إلى مستنقع. الحذر وبعد النظر هما السبيل الوحيد لإحباط مثل هذه المكائد”.
ازداد التوتر في منطقة الخليج منذ أيار/مايو سيما مع سلسلة هجمات على ناقلات نفط في المنطقة اتهمت واشنطن إيران بالوقوف خلفها. وفي حزيران/يونيو ألغى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضربات جوية ضد إيران في اللحظة الأخيرة، بعدما أسقطت طهران طائرة مسيرة أمريكية. اتهام إيران لبولتون هو مسرحية لأن إيران دمية أمريكية في الشرق الأوسط، وإن أمريكا تقوم بأعمال تجاه إيران لا تهمها في مقابل ذلك إلا مصالحها فقط، فأمريكا تعمل على تحييد جزئي للدور الإيراني حالياً في الشرق الأوسط بما في ذلك الخليج مقابل إعطاء دور أكبر للسعودية في الوقت الحاضر حرصاً على تحقيق مصالحها بما في ذلك استخدام إيران كعدو للعرب وليهود على حدٍ سواء لجعل العرب وكيان يهود في حلف واحد أمام إيران، وكذلك للضغط على إيران للانسحاب من الاتفاق النووي مع الأوروبيين وعقد اتفاق ثنائي معها لتظفر منفردةً بالسوق الإيرانية.
————–
الغنوشي يطمح لدور أكبر في تونس
قال حزب النهضة الإسلامي في تونس الأحد إنه رشح رسميا زعيمه راشد الغنوشي لخوص الانتخابات البرلمانية في تشرين الأول/أكتوبر، في خطوة ينظر إليها على نطاق واسع على أنها محاولة للحصول على منصب قيادي كبير في البلاد. وقال عماد الخميري المتحدث باسم حزب النهضة إن “قرار ترشيح راشد الغنوشي على رأس قائمة الحزب بدائرة تونس 1 هدفه أيضا أن يلعب زعماء الأحزاب دورا رئيسيا في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ الانتقال الديمقراطي في البلاد”. وعاش الغنوشي (78 عاما) بالمنفى في لندن نحو 20 عاما خلال فترة حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي. ويلعب الغنوشي دورا كبيرا في البلاد منذ ثورة 2011، لكنه لم يترشح لأي منصب رسمي. وترشيح الغنوشي للمنافسة على مقعد بالبرلمان في الانتخابات التي ستجرى في تشرين الأول/أكتوبر يعزز التكهنات بأنه يسعى للعب دور أكبر في الفترة المقبلة ربما كرئيس للوزراء أو رئيس للبرلمان في حال فوز حزبه بالانتخابات.
ينتظر أن تشهد الانتخابات البرلمانية تنافسا محتدما بين الأحزاب التونسية لا سيما حزب النهضة والأحزاب العلمانية مثل التيار الديمقراطي وتحيا تونس ونداء تونس وحزب البديل أو الجبهة الشعبية. الأحزاب السياسية في تونس تتحكم فيها بريطانيا، والعقلية السياسية السائدة عند معظم المشتغلين بالسياسة في تونس ترتكز على الاستعانة بالدول الغربية. الغنوشي لا يختلف عن غيره من قادة الأحزاب العلمانية، فقد احتضنت بريطانيا الغنوشي وظلت ترعاه، ولما حدثت الثورة في تونس أعادته إليها لتستعمله في صرف الناس عن التوجه إلى الإسلام الحق ثم لتعطي مهلة للأحزاب العلمانية ومنها اليسارية عسى أن تجمع شتاتها وتتمكن من أخذ زمام السلطة. بعد فشل الأحزاب العلمانية، أعطى البريطانيون الغنوشي مرة أخرى دور إبعاد المسلمين عن الإسلام ولذلك فإن القرارات المصيرية التي تخلص تونس والأمة الإسلامية من الهيمنة الاستعمارية الغربية لا يمكن أن تصدر ممن كانوا أعوانا للمستعمر وطرفا في تنفيذ سياساته. إن التحرر من المستعمر لا يقوم به إلا الحزب المبدئي المتميز عن الهيمنة الاستعمارية فكريا وسياسيا وحضاريا ووفق برنامج سياسي فكري وحضاري شامل أساسه مفاهيم الإسلام وثروته التشريعية العظيمة.