Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف – باب ما ذكر عن بني إسرائيل – الحديث الأول

 

 

مع الحديث الشريف – باب ما ذكر عن بني إسرائيل 

الحديث الأول

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في “باب ما ذُكر عن بني إسرائيل”.

حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد أخبرنا الأوزاعي، حدثنا حسان بن عطية عن أبي كبشة عن عبد الله بن عمرو، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار”.

أيها المستمعون الكرام:

إن الأمة الإسلامية أمة تبليغ، فاستحقت هذا الخطاب وهذا الشرف، يقول ابن القيم: ولا يكون الرجل من أتباع النبي صلى الله عليه وسلم حقا حتى يدعو إلى ما دعا إليه النبي على بصيرة، وهذا ما أراده الله سبحانه في قوله: {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}. وهذا البلاغ من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي يجب أن يكون بالقول والعمل، فيجب أن يصدق القول بالعمل، لا أن يكون المسلم كتابا من الفقه يُسأل فيجيب فقط، بل لا بدّ أن يسبق سلوكه وعمله قوله.

أيها المسلمون:

إن نظرة خاطفة لحال الأمة اليوم كافية لأن يلحظ فيها المسلم حجم المصيبة التي نعيش، فأين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟! وأين التبليغ؟! وأين الرسالة؟! إن ممّا خيّرت به الأمة الإسلامية على غيرها من الأمم أنها صاحبة رسالة، حمّلها الله هذه الأمانة لتبلّغها للناس، ولكن حكام الجور والسوء الذين يحكمونها يتحكمون بجميع مفاصل حياتها، قطّعوا جسدها الواحد قطّعهم الله، فغاب عنها قرآنها وغيّبت سنة نبيها، وأصبحت تُبّلَغ بدل أن تُبلِّغ، تستقبل الحضارة الغربية بكل رحابة صدر بدل أن تبين للناس الهدى الذي بين يديها.

أيها المسلمون:

على الرغم من سواد الصورة وبشاعة المشهد إلا أننا نقول: هذا وقت سينقضي، وغمامة ستزول، هذا وقت مستقطع من حياة المسلمين ومن حضارتهم الممتدة عبر التاريخ لأكثر من ألف وأربعمائة سنة، وقد حان الوقت لسقوط حضارة الغرب حضارة الإيدز والشواذ وهي ساقطة قريبا بإذن الله، وما على المسلمين إلا أن يعملوا مع العاملين الذين قطعوا شوطا كبيرا في إسقاطها، لينالوا شرف إسقاطها وشرف تبليغ الإسلام.

اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتبه للإذاعة: أبو مريم