مع الحديث الشريف – باب بيان عدد شعب الإيمان وأفضلها وأدناها وفضيلة الحياء وكونه من الإيمان
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في صحيح مسلم، في شرح الإمام النووي “بتصرف” في “باب بيان عدد شعب الإيمان وأفضلها وأدناها وفضيلة الحياء وكونه من الإيمان”.
حدثنا زهير بن حرب حدثنا جرير عن سهيل عن عبد الله بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان”.
أيها المستمعون الكرام:
إن هذا الحديث الذي بين أيدينا يؤكد على أن مسألة التفاضل بين الأعمال مسألة شرعية وليست مزاجية وكذلك ترتيب الأولويات ليس تابعاً للعقل البشري إنما هو أمر شرعي يحتاج إلى أن يرتب من قبل الشارع الحكيم، وقد جعل الله سبحانه وتعالى الاهتمام بالعقيدة ونشرها على رأس سلم الأولويات، وجعله عملاً لا يعدله أي عمل.
أيها المسلمون:
لقد فقدَ البعض منا سلّم الأولويات في تعامله مع أحكام الله، فقدم الفروع على الأصول، كمن قدم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام على الإيمان بالله وباليوم الآخر، فمثلا عندما يذهب البعض لتأدية فريضة الحج، يعود ليتكلم عن النظافة الدائمة وعن الماء البارد وعن التوسعة الجديدة للبيت الحرام وكأن هذه الأمور جزء من مناسك الحج، ونسي أن يتكلم عن فرضية الجهاد وعن بيت المقدس وثالث الحرمين الذي دنسته قطعان يهود والمستوطنون الذين يصولون ويجولون فيه دون أن يحسبوا حسابا لأمة المليار، بل إنهم يسفكون دماء النساء اللاتي يذدن عنه على عتباته. أليس الأولى بمن يهتم برعاية الحجيج أن يهتم أولا بتحرير أراضي المسلمين؟ فأين عمارة بيت الله الحرام من تطبيق شرع الله بقتال يهود وتحرير المسجد الأقصى؟ كفى استخفافا أيها الحكام بعقول المسلمين، فلم تعد صور صلواتكم يوم الجمعة أمام الكاميرات في المناسبات تنطلي على أحد، كفى ضحكا على الذقون وذر الرماد في العيون، وكفى سذاجة أيها المسلمون بتقديمكم نظافة المسجد الحرام على تحرير المسجد الأقصى.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم