مع الحديث الشريف
باب قول النبي صلى الله عليه وسلم أنا أعلمكم بالله
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في “باب قول النبي صلى الله عليه وسلم أنا أعلمكم بالله “
حدثنا محمد بن سلام قال: أخبرنا عبدة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمرهم أمرهم من الأعمال بما يطيقون قالوا: إنا لسنا كهيئتك يا رسول الله، إن الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فيغضب حتى يعرف الغضب في وجهه ثم يقول: إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا.
إن الله سبحانه أمر الناس بما أمر به الأنبياء والمرسلين، فلا يُقال إن هذا نبي ولا نستطيع ما استطاع، ولا يقال هذا رسول ومؤيد من رب العالمين، ذلك لأن أوامر الله ونواهيه لجميع الخلق، فهي منهاج للجميع من رب العالمين، فلا يوجد تفاوت بين الناس جميعا في الالتزام، لذلك غضب رسولنا الكريم عندما قال له أصحابه: “إنا لسنا كهيئتك يا رسول الله إن الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر”. غضب وبين لهم أنه لا توجد علاقة بين ما يقولون وبين الالتزام بالأوامر والنواهي، وبين لهم أنه أتقاهم وأعلمهم بالله، وملتزم بما أمره الله به.
أيها المسلمون:
إن ما نسمعه هذه الأيام من بعض المسلمين، بل ومن بعض قادة الحركات الإسلامية لشيء من هذا القبيل، فنسمع بعضهم يقول: لسنا أنبياء حتى نقوم بما قاموا، ومن قال لكم أنكم أنبياء؟ فرسولنا الكريم يعلمنا الالتزام بأوامر الله ونواهيه، وقد بين لنا ربنا أنه لا يكلفنا بما لا نطيق، ومما ألزمنا به ربنا أن نعمل على تطبيق الدين في حياتنا بشكل كامل دون مداهنة، دون أن نطعّمه بالديمقراطية بحجة أنّا لا نطيق، ودون أن نشرك معه العلمانية والوطنية بحجة أن الواقع تغيّر ولم يعد بالإمكان أن يعيش الإسلام إلا من خلال غيره، فهذا قول مخالف لما أمر به رب العالمين، فالله أمرنا بتمام التطبيق، وهذا لن يكون إلا من خلال الدولة الإسلامية، الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي بشر بها رسولنا الكريم، تطبق الإسلام كاملا، تلكم الدولة التي لا بد من العمل لإيجادها من جديد.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم