مع الحديث الشريف
باب تغليظ الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في صحيح مسلم، في شرح الإمام النووي “بتصرف” في “باب تغليظ الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم”.
حدثنا محمد بن عبيد الغبري حدثنا أبو عوانة عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كذب علي متعمدا، فليتبوأ مقعده من النار”.
إن الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم من أكبر الكبائر وأقبح القبائح، وقد تحرى المسلمون الأوائل وبذلوا وسعهم في أخذ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كي لا يقعوا في هذا الإثم، فها هو الإمام البخاري يرفض أخذ حديث من أعرابي لأنه كذب على ناقة، مع أنه تكبد جهدا كبيرا في قطع المسافة إلى صاحبها. ويشترط شرطين لرواية الحديث المعنعن، فيما يتصل باتصال السند، كأن يكون الراوي معاصرا لمن أخذ عنه بشكل يثبت به السماع، وأن يثبت اجتماعهما أو سماع أحدهما من الآخر.
أيها المسلمون:
لقد كثر انتشار الأحاديث المكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الناس خاصة في الإنترنت، وصفحات التواصل، فأين أنتم من بذل الوسع ومن التحري؟ لقد أصبح البعض يتناقل كلاما وهو جالس على أريكة في بيته منسوبا إلى النبي، والنبي صلى الله عليه وسلم منه براء. ألا يكفي ما يقوم به علماء السلاطين من كذب وتأويل لكلامه صلى الله عليه وسلم؟ ألا يكفي ما يقوم به حكام العار والخسة في بلاد المسلمين من تغيير في المناهج ليوافقوا ما يريد الغرب الكافر؟ ألا اتقوا الله – أيها المسلمون- في أنفسكم وفي نقلكم وفي كتابتكم، واعلموا أنه سائلكم عما تكتبون وتنقلون. واعلموا أنمّا يحدث هذا بسبب غياب الرقابة وغياب من يحاسب من يقترف هذه الجريمة الشنعاء، غياب دولة الإسلام التي ترعى هذا الأمر وكل أمور الأمة، فإلى العمل مع العاملين ندعوكم كي يعزّ الإسلام وتعزّ الأمة.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم