Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف – باب ما جاء في كتمان العلم

 

 

مع الحديث الشريف

باب ما جاء في كتمان العلم

 

 

 

    نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

     جاء في تحفة الأحوذي، في شرح جامع الترمذي “بتصرف” في “باب ما جاء في كتمان العلم”.

 

   حدثنا أحمد بن بديل بن قريش اليامي الكوفي حدثنا عبد الله بن نمير عن عمارة بن زاذان، عن علي بن الحكم عن عطاء عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من سئل عن علم علمه ثم كتمه أُلجم يوم القيامة بلجام من نار”.

 

  إن الجريمة التي يقع بها العالِم الساكت عن قول الحق وعن بيان العلم  كبيرة بحجم لجامٍ من نار يلجم به يوم القيامة، ذلك أن شأن العالم دائما تعليم الناس أمور دينهم وتقريبهم من ربهم، فهذا ما يميّز العالم عن غيره من الناس، بهذا استحق أن يكون عالما ربانيا، وبخلاف هذا استحق أن يكون أول من تسعر بهم النار يوم القيامة.

 

أيها المسلمون:

 

   وفي نظرة سريعة لواقع الأمة اليوم، نرى كثيرا من علمائها يكتمون ما علمهم الله، فكتموا علما وأظهروا آخر ليحرفوا الأمة عن الفهم الصحيح للدين، فكتموا علم السياسة الشرعية، وأظهروا علم الحياة الزوجية، وكتموا علم محاسبة الحكام، وأظهروا علم الطاعة العمياء، وكتموا كل ما يهم المسلمين في حياتهم كالحرب المعلنة عليهم من قبل أعدائهم، وأظهروا علم الحيض والنفاس، وأخذوا يحدثون الناس عن الزهد وهم يتضورون جوعا، ويحدثونهم عن أحكام الصلاة ويتركون أحكام الجهاد ومقارعة الأعداء، ويحدثونهم عن الطاعة وهم يرزحون تحت الظلم والقهر، حتى صاحت في الشام امرأة تسألهم: أيها العلماء أفتوني في هذا الذي في بطني، أيجوز لي أن أسقطه لأنه ابن حرام؟

 

 أيها المسلمون:

 

   هذا حال علماء اليوم بدون الخلافة، وبدون الإمام، فلئن خرس بعض العلماء عن قول الحق وإظهاره، فلا تسكتوا، ولئن أجرموا في حق الأمة فلا تجرموا، بل اعملوا مع العلماء العاملين على إعزاز هذا الدين بإقامة خلافة المسلمين الراشدة الثانية على منهاج النبوة.

 

   اللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم.

 

اللهمَّ آمين آمين.

 

   أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم