بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
باب من أقاد بالحجر
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في “باب من أقاد بالحجر”.
حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن هشام بن زيد عن أنس رضي الله عنه، أن يهوديا قتل جارية على أوضاح لها فقتلها بحجر، فجيء بها إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وبها رمق فقال: أقتلك فلان؟ فأشارت برأسها أن لا، ثم قال الثانية، فأشارت برأسها أن لا، ثم سألها الثالثة، فأشارت برأسها أن نعم، فقتله النبي صلى الله عليه وسلم بحجرين.
إن من عظمة الإسلام أنه أحكام تطبق على المسلمين وعلى غير المسلمين، ففي أحكامه العدل والرحمة للعالمين، ففيه يقتص من القاتل للمقتول، وفيه يحاسب الإنسان مسلما كان أو غير مسلم، فلكل أحكامه التي رسمها الإسلام وفصلها ووضع طريقة لتنفيذها، وما هذا إلا لأن الإسلام خاتمة الرسالات التي وكّل الله بها عباده المسلمين بتطبيقها بعد الأنبياء.
أيها المسلمون:
وهذه الأمانة وهي تطبيق الإسلام على المسلمين وغير المسلمين، ضاعت بضياع من يطبقها في أرض الواقع، فلا خليفة يحاسب المسلمين على تقصيرهم بجنب الله، ولا خليفة يحاسب من يرتكب الفواحش والمنكرات، وبالتالي لا يوجد من يحاسب الكفار لا على قتل بعضهم بعضا؛ بل على قتلهم للمسلمين جهارا نهارا أما الإعلام والشاشات، فكم من مسلم استغاث بالحكام ولا مغيث؟ وكم من رسالة من امرأة مسلمة اغتصبت وانتهكت عفتها واستغاثت بعالي الصوت ولا مغيث؟ ذلك لأن من يُستغاث بهم ليسوا ولاة أمر للمسلمين.
وعلى ذلك ستبقى الأمة تعاني ما تعاني من ويلات حتى يأتي خليفة يطبق في الأمة وفي غيرها أحكام الله.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم