مع الحديث الشريف
باب تحريم قتل الكافر بعد أن قال لا إله إلا الله
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في صحيح مسلم، في شرح الإمام النووي “بتصرف” في “باب تحريم قتل الكافر بعد أن قال لا إله إلا الله”.
حدثنا يعقوب الدورقي حدثنا هشيم أخبرنا حصين حدثنا أبو ظبيان قال: سمعت أسامة بن زيد بن حارثة يحدث قال: بعثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الحرقة من جهينة فصبحنا القوم فهزمناهم، ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم فلما غشيناه قال: لا إله إلا الله فكف عنه الأنصاري وطعنته برمحي حتى قتلته، قال: فلما قدمنا بلغ ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال لي: يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟ قال: قلت يا رسول الله: إنما كان متعوذا، قال: فقال: أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟ قال: فما زال يكررها علي حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم.
أيها المستمعون الكرام:
إن الإسلام حرص كل الحرص على المسلم وغير المسلم في المعاملة، فلا نحكم على الآخرين دون بيّنة ودليل، ولا نظن فيهم الشر دون بيّنة ودليل، ولا نتهمهم دون بيّنة ودليل، وفي هذا الحديث الذي بين أيدينا مثل رائع وواضح بأن لا يعتدي أحدنا على الآخر بغير حق، فهذا أسامة بن زيد يقول للرسول صلى الله عليه وسلم بعد قتله لرجل نطق بالشهادة عندما أيقن أنه سيقتل: استغفر لي يا رسول الله، فرد عليه صلى الله عليه وسلم بقوله: قتلت رجلاً يقول لا إله إلا الله.! كيف إذا خاصمك يوم القيامة بلا إله إلا الله؟
أيها المسلمون:
ما بالُنا نرى اليوم القتل استحر بين المسلمين أنفسهم؟ كيف يقتل المسلم أخاه المسلم وهو ينطق بالشهادة ويصلي ويصوم وربما كانا يجاهدان معا في نفس الخندق؟ أهكذا هو الإسلام أيها المجاهدون في الشام وغيرها؟ كيف طاب لكم العيش بقتل بعضكم لبعض؟ ألم يصلكم نبأ غضب رسولكم الكريم لفعل أسامة بن زيد؟ كيف سيكون طعم الجهاد في جبهات القتال إذن؟ كيف تجتمع أكبر طاعة –ذروة سنام الإسلام- مع أكبر معصية –القتل بغير حق- ؟ وقتل من؟ قتل المسلم لأخيه، وأين؟ في ساحة قتال الأعداء. هل بعد هذا الذنب من ذنب؟ ألا يكفي الأمة ما أصابها من ضياع بسقوط خلافتها؟
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم