مع الحديث الشريف
الطائفة المنصورة
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حدثنا سعيد بن منصور، وأبو الربيع العتكي، وقتيبة بن سعيد، قالوا: حدثنا حماد – وهو ابن زيد عن أيوب-، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء عن ثوبان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك». سنن ابن ماجه
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، أما بعد،
إن هذا الحديث الشريف يبشرنا نحن المسلمين أنه ستبقى في هذه الأمة الكريمة جماعة ثابتة على الحق، لا تحيد عن شرع الله، وأنها بإذن الله منصورة، بنصر الله العزيز الجبار، هذه الجماعة ثابتة على الحق، تعمل لدين الله، تسير على سنة نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم.
في هذا الحديث تصبير وتثبيت لهذه الجماعة، كي لا تركن لأحد، ولا تعتمد إلا على الله تعالى، ولا تتأثر فيمن ساروا على خُطا الأعداء، فهم سيخذلونهم. وهنا لا بد أن نستذكر أن أهل الحق دائماً فيهم صفات تجعلهم من الذين ينطبق عليهم هذا الحديث الشريف، حيث هم دائماً على الحق ثابتون، وأي حق أحق من شرع الله، وتطبيقه على النفس وعلى الأمة، ومجدين في هذا العمل العظيم. ولأن أعداء الحق زوالهم مربوط في تمكن الحق، تجدهم يقفون حجر عثرة أمامهم، ويمنعون بكل ما أوتوا من قوة لإبقاء الحال على ما هو عليه، سواء بعلم أو بجهل. أما الجهلة المسلمون منهم، فهؤلاء ما أن ينتصر أهل الحق حتى يقفون معها ويساندوها، لأنهم في النهاية مسلمون، وإسلامهم سيدفعهم لذلك.
الأمر الآخر الذي يلفت إليه الحديث هو أن الطائفة المنصورة سوف تبقى ما بقيت الأرض موجودة. وهنا يجب أن ندقق أن الأمر قد يشمل أحزاباً وجماعاتٍ، أو حتى علماء، ولهذا نرى أن هذه الطائفة أخذت أشكالاً متعددة على مدار التاريخ، لكن ما يجمعها أنها للحق داعية، وللإسلام عاملة، لا تغير ولا تبدل مهما اشتد الأمر عليها، من عداء أو تضييق أو خذلان.
فالله نسأل أن نكون من هذه الطائفة، التي وعدها الله بالنصر والتمكين، وأن نكون من الساعين لتطبيق شرع ربنا، والآخذين على يد الظالم.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح