مع الحديث الشريف
باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في “باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه”.
حدثنا حجاج بن منهال حدثنا شعبة قال: أخبرني علقمة بن مرثد سمعت سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “خيركم من تعلم القرآن وعلمه”.
أيها المستمعون الكرام:
من هنا نبدأ، من القرآن وتعلمه، فالله سبحانه وتعالى أمر بالعلم والتعلم ابتداءً، وخير ما تعلَّمه الإنسان في هذه الحياة كلام الله سبحانه، فهو الحق المطلق، وهو المفتاح لجميع أبواب الحياة المغلقة بإحكامٍ بسبب الحُكَّام الضالين المضلين، وهو الذي يريح القلب ويملؤه طمأنينة ورضى ومحبة.
أيها المسلمون: لا ينبغي أن يقتصر معنى تعلم القرآن على معرفة أحكام تجويده وتلاوته، بل تعلم القرآن يشمل التفقه في أحكامه وفي آياته بالإضافة إلى كيفية قراءته، وفي إنزاله على الوقائع باجتهاد صحيح، ويشمل كيفية العمل لإيجاده في واقع الحياة مطبقا على الناس، لا أن يبقى يُتلى فقط في المناسبات، وهذا لا يكون إلا من خلال الدولة التي ترعاه تحفيظا وقراءة وتطبيقا. وبما أن واقع الأمة اليوم بعيدا عن هذه الرعاية، فإن الأمة ستبقى ترعاه في جانب التحفيظ دون التطبيق، فإلى العمل مع العاملين ندعوكم أيها المسلمون لتحكيم كلام الله من خلال إقامة الدولة التي ترعاه فقها وتطبيقا وتحفيظا، دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم