Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم وصفاته

 

مع الحديث الشريف
باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم وصفاته

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جاء في صحيح مسلم، في شرح الإمام النووي “بتصرف” في “باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم وصفاته”.

حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب يعني ابن عبد الرحمن القاري عن أبي حازم قال: سمعت سهلا يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “أنا فَرَطُكم على الحوض من وَرَدَ شَرِبَ، ومَنْ شَرِبَ لم يظمأ أبدا، ولَيَرِدَنَّ عليَّ أقوامٌ أعرفُهم ويعرفونني، ثم يُحالُ بيني وبينَهم”.

أيها المستمعون الكرام:

قوله صلى الله عليه وسلم: “أنا فرطكم على الحوض” قال أهل اللغة الفرط بفتح الفاء والراء، والفارط هو الذي يتقدم الوارد ليصلح لهم الحياض والدلاء ونحوها من أمور الاستقاء. فمعنى “فرطكم على الحوض”: سابقكم إليه كالمهيء له.

أيها المسلمون:

إنه لفضل عظيم جدا لمن أسعده الله سبحانه وتعالى وشرب من حوض الرسول صلى الله عليه وسلم، كيف لا يكون الفضل عظيما والحر لم يسبق له مثيل؟ كيف لا يكون الفضل عظيما والشراب أبيض من اللبن وأحلى من العسل؟ كيف لا يكون الفضل عظيما والرائحة رائحة المسك؟ كيف لا يكون الفضل عظيما والشارب لا يظمأ بعده أبدا؟ كيف لا يكون الفضل عظيما والساقي هو الحبيب صلى الله عليه وسلم؟

أيها المسلمون:

وفي غمرة هذا المشهد العظيم، والرسول عليه الصلاة والسلام يجهز نفسه ليسقي أمته على الحوض، تأتي جماعة من أمته فيُحال بينها وبينه، فيقول للملائكة هؤلاء من أمتي، فتقول الملائكة إنهم غيروا وبدلوا.

أي مشهد وأي خزي بعد هذا الخزي، في هذه الأثناء تكمل الملائكة مهمتها، فتسحبهم إلى جهنم، ولتسمع آذانهم دعاءه عليهم: سحقا سحقا لمن بدل وغيّر، ما يزيد خزيهم خزيا. نعوذ بالله أن نكون من هؤلاء.

إليكم -أيها المسلمون- كان هذا البيان من صاحب البيان، لتلتفتوا إلى أنفسكم، ولتعملوا مع العاملين في هذه الأيام لإعادة حكم الإسلام إلى الأرض من جديد، بعدما ساد الظلم وطغى الكفر وتجبر في حياة البشر.

اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتبه للإذاعة: أبو مريم