مع الحديث الشريف
كل ابن آدم خَطّاء-2
كتاب صفة القيامة والرقائق والورع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في تحفة الأحوذي، في شرح جامع الترمذي بتصرف في “كتاب صفة القيامة والرقائق والورع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم”.
حدثنا أحمد بن منيع حدثنا زيد بن حباب حدثنا علي بن مسعدة الباهلي حدثنا قتادة عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “كل ابن آدم خطّاء وخير الخطّائين التوابون“.
إن مما يرشد إليه الحديث الشريف التوبة والعودة عن الخطأ، فقد يخطئ الإنسان وهذا من طبيعته بوصفه إنسانا، ولكن كيف يتعامل مع خطئه؟ هل يتفكر ويعيد النظر فيما فعل؟ هل يعترف أصلا أنه أخطأ؟ هل يتخذ إجراءات كي لا يقع في نفس الخطأ؟ فالموضوع إذن كيف يتعامل الإنسان مع نفسه حين الخطأ؟ الجواب على ذلك: أن يعمل الإنسان على التوبة بعد الوقوع في الخطأ، فلو شاء الله سبحانه لخلق الناس معصومين عن الأخطاء، ولكنه الحكيم العليم، يعلم ما لا نعلم.
أيها المسلمون:
وفي العودة عن الخطأ الخير الكثير، فلو أن إنسانا أخطا في اختيار العقيدة ثم عاد إلى الحق وتاب ففي عودته للحق بلا شك خير كثير، ولو أنه وقف عند حدود الصلاة والصيام ثم تاب وعاد عن هذا الخطأ بأن تفقه في أحكام دينه، ففي عودته خير كثير، ولو أنه وقف أمره عند الصلاة والصيام وأحكام الدين متفقها دون العمل بها، ودون الاكتراث بما يجري للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، ثم تاب وعاد عن هذا الخطأ، فعمل مع العاملين لإعادة حكم الله في الأرض لنال الخير الكثير، فخير الخطّائين التوابون.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم