الجولة الإخبارية 2019/10/29م
(مترجمة)
العناوين:
• أمريكا تبدأ بالكشف عن مخططها فيما يتعلق بالنفط السوري
• المحتجون اللبنانيون يطالبون بإسقاط الحكومة بسبب الوضع المالي والاقتصادي
• أمريكا والصين تسعيان إلى تسوية تجارية رغم النزاعات المستمرة
التفاصيل:
أمريكا تبدأ بالكشف عن مخططها فيما يتعلق بالنفط السوري
في أعقاب مناقشة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا، تعيد أمريكا التزامها بوجود طويل الأمد في سوريا باسم النفط. فوفقاً لصحيفة واشنطن بوست:
(تم إقناع الرئيس ترامب بترك عدة مئات من الجنود على الأقل في سوريا وذلك فقط عندما قيل له إن قراره بسحبها سيخاطر بالسيطرة على حقول النفط في شرق البلاد، كما جاء وفقاً لمسؤولين أمريكيين.
وقد رفض ترامب الحجج القائلة بأن سحب القوات الأمريكية سيفيد خصوم أمريكا، في حين يعرض المدنيين والحلفاء الأكراد للخطر، لكنه قال يوم الخميس “لن نسمح بعودة لداعش تسيطر فيها على تلك الحقول”.
كما أكد وزير الدفاع مارك ت. إسبر يوم الجمعة بأن القوات ستبقى في شرق سوريا لمنع الدولة الإسلامية من استعادة حقول النفط.
ومتحدثاً في مقر الناتو في بروكسل، قال إسبر بأن المخططين العسكريين “يفكرون في كيفية إعادة نشر القوات في المناطق” وأن النشر “سيشمل بعض القوات الآلية” مثل الدبابات أو العربات المدرعة الأخرى وأفراد الدعم.)
إن مصلحة الغرب الحقيقية في الشؤون العالمية هي استغلال ثروات العالم وموارده. هذا هو ما دفع القوى الأوروبية في الأصل قبل خمسمائة عام إلى نهب وسلب وتدمير أراضي أمريكا وأفريقيا وآسيا، وهذا هو ما يحفز أمريكا اليوم. لم يعد الغرب يبني إمبراطوريات رسمية، لكنه نجح في ديمومة إمبراطوريته باستخدام وسائل أخرى. إن الحضارة الغربية مبنية على فصل الدين عن الحياة، تاركة الشؤون الدنيوية مدفوعة بالسعي وراء المنفعة المادية وحدها. وليست الإمبريالية إلا نتاجا حتميا للرغبات المادية المترجمة على مستوى الدولة القومية.
استمرت دولة الخلافة في كونها القوة الرائدة في العالم لأكثر من ألف عام دون بناء إمبراطورية استغلالية. ومع نمو قوة الخلافة، وسعت حدودها بشكل طبيعي دون تمييز بين العرب وغيرهم، أو أولئك الذين كانوا في الأصل جزءاً من الدولة والذين تم ضمهم إليها لاحقاً، مما أسهم في إيجاد بعض من أعظم الحكام والقادة والعلماء في التاريخ الإسلامي. كانت الثروة والموارد تستخدم دائماً بشكل عادل دون استغلال، كما كان يجري الحفاظ عليها وحمايتها للأجيال القادمة.
وبإذن الله سبحانه وتعالى، ستعاد قريباً ثروات العالم وموارده من جديد إلى دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبي r وسيوضع حد للإمبريالية الغربية في كل من أشكالها العلنية والسرية.
————–
المحتجون اللبنانيون يطالبون بإسقاط الحكومة بسبب الوضع المالي والاقتصادي
في المظاهرات الجماهيرية التي هبت في جميع أنحاء لبنان على مدار الأسبوع الماضي، طالب المتظاهرون بسقوط الحكومة مع تزايد الغضب من الفساد الرسمي والاقتصاد الراكد وضعف الخدمات. ووفقاً للجزيرة:
(رفض المتظاهرون في العاصمة اللبنانية بيروت دعوة الرئيس ميشال عون للحوار، مطالبين باستقالة الحكومة قبل إجراء أية محادثات من هذا القبيل.
وفي خطاب متلفز توجه به إلى الشعب يوم الخميس، قال عون إنه على استعداد لمقابلة المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع لمدة ثمانية أيام متتالية داعياً إلى مساءلة قيادة لبنان بعد الحرب الأهلية عن سنوات من الفساد وسوء الإدارة الاقتصادية.
وأصر الرئيس على أنه لا يمكن الإطاحة بالحكومة من الشوارع، لكنه أجرى تعديلاً حكومياً وتعهد بدعم تشريع جديد يهدف إلى قمع الفساد، قائلاً إن القضية “أكلتنا (لبنان) حتى النخاع”.
كما ألقى عون بثقله وراء حزمة الإصلاح التي كشف النقاب عنها مؤخراً رئيس الوزراء سعد الحريري – والتي لم تحرك ساكنا في المحتجين – ووصف الإجراءات بأنها “الخطوة الأولى لإنقاذ لبنان وإزالة شبح الانهيار المالي والاقتصادي”.
“عليه أن يقدم شيئا ما”
لكن في ساحة الشهداء بوسط بيروت، حيث أقامت مجموعات مختلفة من المجتمع المدني خياماً، تم رفض دعوة عون لإجراء محادثات عاجلة.
وقال علي حطيط وهو جالس داخل خيمة أقامتها مجموعة من قدامى المحاربين في الجيش “هذا غير مقبول لأنه لا يلبي احتياجات الناس. كلمته لا تفي بالمعايير التي يتوقعها الناس.”
إلى جانبه، ناقش نصف الجمع أمور السياسة فيما علا صوت الموسيقى عن بعد. بالنسبة لهم، كانت الرسالة واضحة: لن تكون هناك أية مفاوضات حتى تسقط الحكومة.)
ليس لبنان وحده بل البلاد الإسلامية جميعها تواجه صعوبات اقتصادية متصاعدة بسبب الاستغلال الإمبريالي الغربي. يتم امتصاص الاحتقان الناجم عن الوضع الاقتصادي من وقت لآخر عن طريق الحقن النقدي المؤقت الذي يبني رخاء مصطنعا من أجل تأجيج الجولة المقبلة من الاستغلال. ليست الحكومات المعينة فقط هي التي تقع على عاتقها أسباب المشكلة، وإنما النظام الاقتصادي الأساسي بأكمله، الذي تم زراعته في أوقات الاستعمار، والذي تواصل الحكومات في البلاد الإسلامية تطبيقه.
مع تفكيك الإمبراطوريات بأشكالها الرسمية، أنشأ الغرب بنية مالية واقتصادية عالمية جديدة بالكامل مبنية على المفهوم الخادع المتمثل في “التجارة الحرة” لتكون قادرة على مواصلة استغلالها لثروات العالم وموارده. لم يضطر الغرب أبداً إلى محاسبة إرثه الإمبراطوري، مستخدماً “القانون الدولي” الذي طوره لتبييض جرائم الماضي وتبرير التدخلات الاقتصادية المستمرة. وفي الوقت نفسه، تحرس الدول الغربية بغيرة سيادتها الاقتصادية والمالية وتتخذ تدابير حمائية كلما رغبت في ذلك.
يقول الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُواْ اللّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [المائدة: 100]
————–
أمريكا والصين تسعيان إلى تسوية تجارية رغم النزاعات المستمرة
يتعين على القوى العظمى أن تستوعب بعضها، وتبذل كل محاولة لتجنب المواجهة المباشرة الشاملة، خاصة في هذا العصر النووي. انخرطت أمريكا والاتحاد السوفيتي في حرب باردة لعقود من الزمن دون الدخول في حرب مباشرة وقضيتا معظم الوقت في التعاون في ظل سياسة “الانفراج”. وعلى الرغم من التهديد الذي يشكله صعود الصين لأمريكا والقتال الأمريكي المستمر للصين، تبذل القوتان قصارى جهدهما للعمل مع بعضهما. فبحسب رويترز:
(قال مكتب الممثل التجاري الأمريكي ووزارة التجارة الصينية إن المحادثات بين المسؤولين الأمريكيين والصينيين “شارفت على الانتهاء” في بعض أجزاء اتفاقية التجارة وذلك بعد مناقشات هاتفية رفيعة المستوى يوم الجمعة.
ولم تقدم USTR أي تفاصيل عن مجالات التقدم.
“لقد أحرزوا تقدماً في قضايا محددة والجانبان على وشك الانتهاء من بعض أقسام الاتفاقية”. وقال البيان “ستستمر المناقشات بشكل مستمر على مستوى النواب، وسيكون للرؤساء محادثات أخرى في المستقبل القريب”.
تعمل واشنطن وبكين على الاتفاق على النص الخاص باتفاقية تجارية في “المرحلة الأولى” والتي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 11 تشرين الأول/أكتوبر. وقال ترامب إنه يأمل في توقيع اتفاق مع الرئيس الصيني شي جين بينغ الشهر المقبل في قمة في شيلي..
وفي بيان منفصل نُشر على موقع وزارة التجارة الصينية صباح يوم السبت، أكدت بكين أن “المشاورات الفنية” بشأن بعض أجزاء اتفاقية التجارة قد اكتملت بشكل أساسي.)
يحتاج المسلمون إلى اكتساب الثقة من مثل هذه التفاعلات بحيث لا يشكل وجود قوى عظمى أخرى في العالم عقبة أمام إقامة دولتهم. إن الموارد والجغرافيا الواسعة للأمة الإسلامية إلى جانب العقيدة الإسلامية كل ذلك يجعل لا مفر من أن تنضم دولة الخلافة في المستقبل إلى صفوف القوى العظمى، ما سيجبر جميع القوى الأخرى على مراجعة تفكيرها الاستراتيجي والبحث عن فرص للتعاون مع هذه الدولة الناشئة. ليس للمسلمين عقبة أمام إقامة دولتهم إلا ما وضعوه لأنفسهم من تصورات خاصة.
يقول الله تعالى: ﴿إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ [آل عمران: 160]