مع الحديث الشريف- باب أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في “باب أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل”.
حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد عن عبد الله قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوعك فقلت: يا رسول الله إنك لتوعك وعكا شديدا قال: أجل إني أوعك كما يوعك رجلان منكم، قلت ذلك أن لك أجرين قال أجل، ذلك كذلك، “ما من مسلم يصيبه أذى شوكة فما فوقها، إلا كفر الله بها سيئاته، كما تحط الشجرة ورقها”.
أيها المستمعون الكرام:
إن المصائب التي تصيب الإنسان في هذه الحياة أمر لا بد منه، سواء في ذلك المسلم وغير المسلم، ولكن للمسلم شأن آخر معها، فحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم علمنا كيف نتصرف وماذا نفعل حيالها، فالمسلم إذا أصابته مصيبة يصبر ويسترجع، فبصبره ينال ما كتب الله له من الأجر، وهكذا كان صلى الله عليه وسلم وكان صحابته الكرام.
أيها المسلمون:
ما تعيشه الأمة اليوم من مصائب مركبة تفرض على المسلم أن يكون صابرا متصبّرا لا محالة، إذ أن الأمة اليوم تعيش المصيبة الأكبر، غياب حكم الله في الأرض، وتحكّم عصابة من الحكام بأنظمة عيشها، والمسلم في هذا الواقع السيئ لا يخلو يوما من مصيبة أو أكثر، حتى أصبحت مصائبه تسير مع الحياة، وكأنها من لوازمها.
فما العمل أيها المسلمون؟ الجواب: الصبر، ولكن الصبر لا يعني أبدا القعود والسكوت على ما يصيبنا كما يفهم بعض الناس، فالصبر لا يعني الانطواء والانعزال عن الناس وحدود الله معطلة والمنكرات منتشرة، فهذا ليس الصبر الذي يريده الله سبحانه، بل الصبر المطلوب أن تصبر وأنت تعمل على خلع هؤلاء الحكام الذين أسلموا الأمة لأعدائها، الصبر أن تقول الحق وتعمل الحق وتتحمل الأذى في سبيل ذلك، دون ضعف أو لين، الصبر أن تتحمل طول الطريق وأنت تعمل مع الذين يريدون إعادة دولة الحق دولة الخلافة الثانية الراشدة لتطبق الإسلام وترفع شأن المسلمين.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم