الجولة الإخبارية
2019/11/03م
العناوين:
- · اللجنة الدستورية السورية تجتمع تحت إشراف الأمم المتحدة
- · استئناف الانتفاضة في العراق ومحاولات لحرفها
- · الحريري يرتب مسرحية لتثبيت النظام وأمريكا تتدخل
- · تركيا: جهودنا مع روسيا مستمرة بشكل مشترك وبناء ويتسم بالتفاهم
- · الأمريكان يعدّون لائحة عقوبات وقرارا لصالح الأرمن ضد تركيا
التفاصيل:
اللجنة الدستورية السورية تجتمع تحت إشراف الأمم المتحدة
عقدت اللجنة الدستورية السورية التي شكلتها الدول الخارجية بزعامة أمريكا أول اجتماعاتها يوم 2019/10/30 في مقر الأمم المتحدة بجنيف. فقام بافتتاح الجلسة الأولى مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون، ووقف قائلا: “نقف أمام لحظة تاريخية ونناقش أهم قضايا المجتمع السوري. الدستور ملك للشعب السوري وحده وهو من يقرر مستقبل بلده واللجنة الدستورية مخولة بكتابة مسودة التعديل الدستوري وتقديمها للاستفتاء الشعبي”. والحقيقة أن الشعب السوري ثار ليضع دستوره بيده ولكنه منع فشنت عليه حرب شرسة وتآمرت عليه كافة القوى والدول. فقد رفع شعار الإسلام قائلا “هي لله هي لله”، واعتبر رسول الله r قائده إلى الأبد ورفع رايته راية العقاب عليها الشهادتان مما يعني أنه أراد دستورا مبنيا على العقيدة الإسلامية.
وتشكلت اللجنة الدستورية من أعضاء لا يمثلون أهل سوريا بأي حال إذ إنها جمعت من أفراد لا يعبرون عن تطلعات الشعب وتضحياته لإسقاط النظام القائم كليا وإقامة حكم الإسلام الدين الذي يعتنقه الشعب وطالب بتحكيمه. فهناك 50 عضوا من ممثلي النظام العلماني الإجرامي و50 من المعارضة المزورة مؤيدي استدامة النظام العلماني و50 من العلمانيين في تنظيمات المجتمع المدني اختارتهم الأمم المتحدة. فهؤلاء لم ينتخبهم الشعب ليضعوا له دستورا. فكيف يكون الدستور ملك الشعب السوري كما ادّعى بيدرسون؟!
هذا وإن الدستور سيضعه مختصون غربيون أمريكان وأوروبيون أو قد وضعوه أصلا، وأعضاء اللجنة سيكونون شهود زور عليه ويوقعون عليه. وبذلك ورد في كلمة بيدرسون “واللجنة الدستورية مخولة بكتابة مسودة التعديل الدستوري وتقديمها للاستفتاء الشعبي” أي أنها سوف لا تضع الدستور وإنما ستأتي المسودة حاضرة من مختصين دستوريين كفار، ويظهر أنها حاضرة وتقوم هذه اللجنة بمناقشة المسودة وإجراء تعديلات عليها، ومن ثم يقرها المختصون أو لا يقرونها.
وقال رئيس وفد المعارضة في اللجنة هادي البحرة: “نبدأ بصياغة دستور جديد يرقى لتطلعات شعبنا ولا يقوم على الطائفية ويطبق القرار الأممي 2254” الذي صاغته أمريكا ووافق عليه مجلس الأمن في نهاية عام 2015 والذي يقر قرارات اتفاق فينّا التي نصت على المحافظة على الهوية العلمانية للدولة السورية والمحافظة على مؤسساتها. فكان الدستور الذي ستضعه القوى الأجنبية برئاسة أمريكا مخالفا لتطلعات الشعب السوري ولا يرقى إليها وسيثور الشعب السوري عليه وسيبقى يعمل حتى يطبق مشروع الدستور الإسلامي المأخوذ من كتاب الله وسنة رسوله r.
—————
استئناف الانتفاضة في العراق ومحاولات لحرفها
اشتعلت الانتفاضة من جديد في العراق في وجه حكامه ونظامه واستحرّ القتل في المحتجين، حيث أعلنت مصادر طبية وأمنية عراقية مقتل 14 وإصابة أكثر من 900 متظاهر مساء الاثنين 2019/10/28 إثر إطلاق قوات الأمن العراقية النار على المتظاهرين في مدينة كربلاء. واستمرت التظاهرات لليوم الرابع في موجة ثانية منذ اندلاعها في بداية الشهر تندد بالفساد وبالسياسيين الفاسدين وتدعو لإسقاط النظام الفاسد. وقد بلغ عدد القتلى في الموجة الثانية منذ 2019/10/25 أكثر من 80 وبلغ الجرحى أكثر من 4000.
وانضم مقتدى الصدر يوم 2019/10/29 إلى المحتجين وكتلته الأكثر في البرلمان وطالب بإسقاط رئيس الوزراء عادل عبد الهادي، علما أنه هو الداعم الرئيس له ولحكومته. وذلك في خطوة منه ليمتص نقمة المحتجين على النظام والقائمين عليه وحرفها عن هدفها. وقام واتصل بالداعم الثاني للحكومة وهو رئيس كتائب الحشد الشعبي هادي العامري رئيس الكتلة الثانية في البرلمان والوزير السابق في حكومة نوري المالكي لينسقا في هذا المجال حتى يديما النظام الفاسد الموالي لأمريكا، فتجاوب الأخير معه. ومن المعلوم أن النظام العراقي أقامته أمريكا بعد احتلالها للعراق ويتناوب على إدارته من ترتضيهم أمريكا ومواليها، وهي تشرف عليه وتقيم فيه قواعد عسكرية واستخباراتية.
————–
الحريري يرتب مسرحية لتثبيت النظام وأمريكا تتدخل
أعلن رئيس وزراء لبنان سعد الحريري استقالته يوم 2019/10/29 على إثر الانتفاضة الشعبية التي اندلعت منذ أكثر من أسبوع احتجاجا على النظام الفاسد والسياسيين الفاسدين مطالبة باسقاط النظام. وقام حزب إيران ليدافع عن النظام بزعيمه حسن نصر الله ومليشياته وتعدوا على المحتجين وكذلك فعل نظيره حزب نبيه بري ومليشياته. حيث إن النظام اللبناني الذي أقامه المستعمر الفرنسي وحرصت أمريكا وبريطانيا على استدامته متعفن إلى أبعد الحدود. فهو يعتمد على نظام المحاصصة الطائفية وتتقاسم الكتل الطائفية والقائمون عليها ثروات البلاد ويتركون عامة الناس محرومين وفي ضنك من العيش، فلم يأت بخير لأهل البلد.
وقد أعلن يوم 2019/10/30 عن بقاء الحريري على رأس حكومة تصريف أعمال، مع استعداد الحريري لتشكيل حكومة جديدة. وكل ذلك يجري للالتفاف على مطالب الناس بإسقاط النظام الفاسد والمفسدين.
وعلى الفور بعد استقالة الحريري دعا وزير خارجية أمريكا بومبيو يوم 2019/10/29 إلى تشكيل حكومة جديدة وعبّر بكلمات لا تدغدغ سوى مشاعر السذج فقال: “المظاهرات السلمية ومظاهر التعبير عن الوحدة الوطنية في الثلاثة عشر يوما الماضية بعثت برسالة واضحة. الشعب اللبناني يريد حكومة تتسم بالكفاءة والفاعلية وإصلاحا اقتصاديا ونهاية للفساد المستشري” (رويترز 2019/10/30) فيعلن وصاية أمريكا على لبنان وهي الدولة التي ترعى هذا النظام وحافظت عليه من السقوط بعد الثورة عام 1974 والتي تحولت إلى حرب داخلية مع الأطراف المستفيدة من بقاء النظام واستمرت 16 عاما، وقد أدخلت أمريكا النظام السوري إلى لبنان ليحافظ على النظام وأركانه، وقد ارتكب النظام السوري الجرائم وأكثر من الفساد فيه، ومن ثم عقدت أمريكا اتفاق الطائف عام 1989 للمحافظة على النظام بإجراء تعديلات عليه. وقد سمحت لإيران بالتدخل فيه وركزت ما يسمى بحزب الله حزب إيران ليكون آلة تحافظ على النظام ويدعم النظام السوري.
—————
تركيا: جهودنا مع روسيا مستمرة بشكل مشترك وبناء ويتسم بالتفاهم
قال الرئيس التركي أردوغان يوم 2019/10/30 “إن وحدات حماية الشعب الكردية لم تكمل انسحابها إلى عمق 30 كيلومترا على الأقل بعيدا عن الحدود التركية شمال شرق سوريا وذلك رغم تأكيدات من روسيا بأنها غادرت المنطقة الآمنة المزمع إقامتها” وذكر أن “الدوريات المشتركة بين تركيا وروسيا ستبدأ يوم الجمعة (2019/11/1) في قطاع بعمق سبعة كيلومترات”. ونقلت وكالة الأناضول التركية يوم 2019/10/30 عن وزير الدفاع خلوصي آكار قوله: “المحادثات مع روسيا اختتمت قبل وفترة وجيزة. تم إلى حد بعيد التوصل إلى اتفاق. جهودنا مستمرة بشكل مشترك وبناء ويتسم بالتفاهم”.
وهذا يؤكد مدى تواطؤ حكام تركيا مع روسيا لتثبيت النظام السوري وضرب الثورة، علما أن روسيا قتلت عشرات الآلاف من أهل سوريا في سبيل حماية النظام، وتركيا أجرت معها تفاهمات من أول يوم للعدوان الروسي عام 2015، كما تآمرت معها في أستانة وسوتشي لخداع الفصائل المسلحة وإخراجها من المناطق التي حررتها ومن ثم تسليمها للنظام. وهذه المنطقة الآمنة ستسلم للنظام عاجلا أو آجلا، وعندها ربما يصحو الغافلون المخدوعون بأردوغان وقد ذهب كل شيء من أيديهم.
————–
الأمريكان يعدّون لائحة عقوبات وقرار لصالح الأرمن ضد تركيا
ذكرت وكالة الأناضول التركية يوم 2019/10/30 أن وزارة الخارجية التركية استدعت السفير الأمريكي في أنقرة بعد تصويت مجلس النواب الأمريكي لصالح الاعتراف بقتل الأرمن قبل قرن تقريبا بوصفه إبادة جماعية ودعوة المجلس بفرض عقوبات على تركيا بسبب توغلها في سوريا. يذكر أن الأرمن ارتكبوا خيانة وتعاونوا مع الفرنسيين المعتدين على الدولة العثمانية إبان الحرب العالمية الأولى، وقد سلحتهم فرنسا للتمرد على الدولة العثمانية فتصدت لهم الدولة لتأديبهم وللتصدي لفرنسا المعتدية، ولم تحصل إبادة جماعية لهم كما تشير الوثائق التاريخية، وإنما هي دعاية تستغلها الدول الغربية ضد تركيا للضغط عليها، وقد بدأتها فرنسا ومن ثم ألمانيا والآن أمريكا.
وانتقد وزير خارجية تركيا جاويش أوغلو التصويت على حسابه على تويتر يوم 2019/10/29 واعتبره “قرارا مخزيا من قبل أشخاص يستغلون التاريخ في السياسة، لا أهمية له بالنسبة لحكومتنا وشعبنا”. وادّعى أن تركيا أحبطت لعبة كبرى بعمليتها العسكرية في شمال تركيا. علما أن هذه العملية كانت بإيعاز أمريكي ومن ثم جاء نائب الرئيس الأمريكي بنس إلى أنقرة يوم 2019/10/17 ليعلن هدنة مدة 5 أيام حتى تنسحب وحدات حماية الشعب الكردية للتحضير لإقامة منطقة آمنة كما كان مخططا لها بين أمريكا وتركيا. فتكون زيارة نائب الرئيس الأمريكي تأكيدا على أن هذه العملية باسم نبع السلام قد تمت بإيعاز أمريكي لضرب الثورة السورية ومن ثم الاتفاق مع روسيا والنظام السوري لتسيير دوريات مشتركة. وقد أعلنت أمريكا على لسان وزير خزانتها رضاها عن كل ذلك مما يؤكد أن التخطيط كان أمريكيا.
فقد أعلن وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين يوم 2019/10/30 أن إدارة الرئيس ترامب تحتفظ بلائحة العقوبات التي أعدها المجلس وستخدمها عند اللزوم فقال في إجابة عن سؤال حول ذلك: “الجواب نعم، لا زلنا نملك تلك اللائحة، لكن لا يوجد ما يدفعني للقول إننا سنستخدمها. نحن سعداء بما آلت إليه الأمور”. (رويترز) فقرار مجلس النواب الأمريكي وإعداده لهذه اللائحة هو عبارة عن سلاح يستخدمه الأمريكان ضد تركيا متى يشاؤون يلوحون به حتى يستمروا في تسخيرها لمآربهم كما هو حاصل حتى اليوم.
إن حكام تركيا يدركون ذلك، ولكنهم لا ينفكون عن السير في فلك أمريكا بسبب التزامهم بموالاة الغرب عدوهم، وقد اعتبروه صديقا وحليفا منذ قيام عدو الإسلام مصطفى كمال بهدم دولة الخلافة وإعلان الجمهورية في تركيا.