Take a fresh look at your lifestyle.

الغرب يدرك استمرارية ثورات الأمة من إدراكه لفساد منظومته فمتى يدرك المسلمون صلاح نظامهم؟

 

 

الغرب يدرك استمرارية ثورات الأمة من إدراكه لفساد منظومته
فمتى يدرك المسلمون صلاح نظامهم؟

 

تحت عنوان “هل يشهد الشرق الأوسط ربيعا عربيا جديدا؟” نشرت بي بي سي مقالاً سلطت فيه الضوء على الأحداث والمظاهرات في كل من العراق ولبنان، وبعد أن تطرقت إلى ذكر مظاهرات مصر ولبنان والعراق طرحت سؤالاً وأجابت عليه، “إذا هل هو ربيع عربي؟ هو مؤشر هام على أن هناك عملا لم ينته بعد منذ عام 2011م”. ويا خوف ورعب الغرب من أي تحرك في بلاد المسلمين، نعم يجن جنونهم ويستنفرون كل قواهم.

إن الغرب الكافر اليوم بات يدرك تمام الإدراك فساد منظومته الرأسمالية ويعلم تمام العلم أن سقوط نظامه بات وشيكا، فالشعوب تخرج في مظاهرات عفوية عارمة لتعبر عن غضبها وعن الظلم الواقع عليها من الأنظمة المجرمة المدعومة من الغرب، فقد تعالت أصوات تهتف بـ”الشعب يريد إسقاط النظام”، وهذا ما أرّق الكفار وأرعبهم خصوصا وأن هذا الحراك كان عفويا ولم تقف خلفه أي دولة من الدول التي لها نفوذ وكانوا يخشون ولا زالوا يخشون من أن يكون الحراك الشعبي (المظاهرات) تنظمه جهة غير مرتبطة بالغرب.

لذلك سارعوا في إدخال قادة الأحزاب العميلة (المعارضة) وإيصالهم إلى مقدمة الهبة حتى يكونوا بمثابة القائد لتلك الحشود، وما إن وصلوا إلى المقدمة حتى اقترحوا الحوارات والمفاوضات والاتفاقيات مع الحكام وأسيادهم الكفار وأتبعوها بتغيير الأوجه وأبقوا على الأنظمة كما هي كي يستتب للكفر حكمه في بلدان المسلمين، ولحقد الغرب على الشعوب المناهضة لحكمه نصب عليهم حكاماً منتقمين، وبالفعل لقد انتقموا من الشعوب أشد الانتقام؛ فقد كمموا الأفواه ونهبوا الثروات وعززوا التجسس والمخابرات لتنشيط دور التعسفات والاعتقالات وافتتاح آلاف السجون وابتكار أحدث الأساليب والوسائل لتعذيب الناس…

وهذا ليس إلا غيض من فيض، فكل ما ذكر وما لم يذكر يمارسه الكفار على المسلمين بواسطة وكلائهم الحكام الأنجاس، وكل ذلك كي يزرعوا في نفوس الناس الرعب والخوف والجبن حتى يزيلوا من أدمغة الناس شيئا اسمه ثورة أو تغيير للنظام.

ولكن خابت مساعيهم بإذن الله فالثورات في بلاد المسلمين منذ 2011م لم تنته ولم تمت، فآخر الثورات في العراق الذي قتلوه أشد قتلة وشردوه شر تشريد وغربوه أشد تغريب، خرج يلعن حكامه وينادي بإسقاط النظام، ورغم التعتيم والقمع فلا زال الحراك مستمرا…

والجزائر خرج أهلها يطالبون بإسقاط الفاسدين والزمرة الحاكمة ولا زالت الثورة مستمرة، وقد فعل الغرب في أهلنا في الجزائر الأفاعيل.

ولبنان الذي خدعه أذناب الكهنة بشماعات الممانعة فأخذوا مقدراته ووهبوها للكفار ها هم أبناؤه اليوم يجوبون الشوارع يهتفون بإسقاط الحكام كلهم دون استثناء…

وهذا ما جعل قناة بي بي سي التابعة لبريطانيا التي كان لها السبق في التخطيط والمكر والكيد بالمسلمين فهدموا دولة الإسلام، فهي وأمريكا يتتبعان الأحداث في بلاد المسلمين ولعابهما يسيل من أنياب مبدئهما الرأسمالي لإخضاع المسلمين والتهام ثرواتهم والسيطرة على أسواقهم بإغراقها بمنتجاتهم… فيا شباب الأمة لا تمكنوا كلاب الرأسمالية من النيل من لحومكم وثرواتكم بعد اليوم.

أيها المسلمون في كل مكان! اعلموا أن مشكلتكم واحدة والظلم الواقع عليكم واحد لم تحده حدود سايكس وبيكو ولم تميزه خطوطها الوهمية، وإن حلها وعلاجها واحد ولا ينبغي أن تحصره حدود سايكس بيكو. إن الحل لا يكون إلا باقتلاع الأنظمة القائمة بكل أشكالها ومسمياتها وإرساء حكم الإسلام على أنقاضها، وهذا لا ولن يكون إلا بالالتفاف حول مشروع دستور ونظام منبثق من العقيدة الإسلامية، وهذا ما يحمله لكم حزب التحرير الرائد الذي لا يكذب أهله، وهذا ما لا يوجد عند غيره من الجماعات التي ذابت في الأنظمة الوضعية وشاركت في ظلمكم وإحباطكم!

إننا في حزب التحرير نهيب بجهودكم، فالإسلام لا تقوم دولته ونظامه بدون جهود مبذولة من الأمة فاجعلوها لله لا لرغيف خبز!! واعلموا أن العيش الكريم بدون الإسلام وحكمه مستحيل فكونوا لله مخلصين، وبحبله مستعصمين، ولا تنجروا وراء الداعمين، ونحن نحذركم ونكشف مخططات الكفار التي يحوكها ضدكم فاسمعوا ما نقول لكم وضعوا أيديكم في يد حزب ما برح يصدع بالحق لا يخشى في الله لومة لائم، واقف مع كل مظلوم في الدنيا وضد كل ظالم فيها، داعٍ وعامل لاستئناف الحياة الإسلامية بإعادة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي وعدنا ربنا سبحانه وبشرنا بها رسولنا محمد r، فهو الأجدر لقيادتكم فانصروه بحمل مشروع الإسلام والعمل لإيجاده في واقع الحياة في دولة تطبقه فإن في ذلك الفوز والفلاح والعز والتمكين، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. أحمد كباس – اليمن

 

2019_11_05_Art_When_Muslims_realize_the_goodness_of_their_system_AR_OK.pdf