إنهم حقاً لا يستحيون!!!
يحتفلون بالمولد النبوي ويُقْصون شرعته ويطبقون أنظمة الكفر
اكتست العاصمة صنعاء، وبقية المحافظات، والمدن التي تحت سيطرة جماعة الحوثيين باللون الأخضر؛ على مستوى الإضاءات الخضراء، والأشرطة القماشية، والرايات، وتم رش سيارات الأتباع والأشياع وكذلك الأطقم العسكرية، والأمنية، والدراجات النارية بالبودرة الخضراء؛ بحجة الاحتفال بالمولد النبوي، على صاحبه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
ولنا بعض الوقفات حول هذه التجهيزات لهذا الاحتفال:
1- إن تصوير الاحتفال بالمولد النبوي بتجديد الولاء لرسول الله e كما تصوره جماعة الحوثيين، هو تصوير خاطئ؛ فالولاء لرسول الله e لا يكون بالاحتفال بمولده وإنما يكون بحبه واتباعه والاقتداء به. فمن يوالي رسول الله لا يحتكم إلى هيئة الأمم النصرانية (الأمم المتحدة)! ومن يوالي رسول الله يحكم بشرعه ويطبق أنظمة الإسلام، ولا يطبق غيرها من الأنظمة؛ كالنظام الجمهوري في الحكم، والنظام الرأسمالي في الاقتصاد و… – بل إن الحوثي يصر على أنه جمهوري أكثر من خصومه فقال لا خوف على الجمهورية!! ومن يوالي رسول الله لا يجبي أموال الناس بالقوة، والجبر، والتسلط؛ بحجة الاحتفال بالمولد النبوي! ومن يوالي رسول الله لا يخفي عباد الله قسراً، ويسجنهم بالشبهة، أو ببلاغ كاذب، ويودعهم السجون والزنازين السنة تلو السنة بدون أي ذنب وبدون أي محاكمة!! ومن يوالي رسول الله لا يخافه الناس اتقاء شره…
2- العجب كل العجب من عصابة استولت على مقومات وإمكانيات دولة؛ ففعّلت قوانين الجباية من ضرائب وجمارك؛ بل وأصبحت تفرض ضرائب جديدة على المشتقات النفطية بما يقارب النصف أو يزيد. وعطلت الرواتب والمستحقات، وميزانيات الخدمات المجتمعية والمشاريع، وجعلت الناس في شقاء وبؤسٍ أكبر ونكدٍ أكثر، وهي الأكثر احتفالا؛ فمن يوم الغدير إلى عاشوراء المولد، ويوم الصرخة، ويوم الشهيد، ويوم دخولهم صنعاء، وحتى ما يسمونه يوم العدوان 26 آذار/مارس يحتفلون به… وفي كل مناسبة من هذه المناسبات يتم تغطيتها مالياً من أصحاب المحلات، والفنادق، والمراكز التجارية، والمطاعم، والمصانع، وحتى الأكشاك الصغيرة لا تسلم منهم!
3- إن احتفال الحوثي بالمولد النبوي؛ هو من باب “هذا مولد جدي الذي جاء بهدى الله؛ وقد استخلف آل بيته عليكم، وأنا علم الهدى؛ فأنا وليّكم وارتباطكم بي ارتباط برسول الله” – هذا لسان الحال. وهناك بعض الأهداف الأخرى من إحياء مناسبة المولد بشكل رسمي مثل تكسّب المال، وتجميع الناس من حولهم تحت يافطة حب النبي e، واستغلال المناسبة لاستعراض القوة.
ولكن هذه الاحتفالات وغيرها؛ لا تنطلي ولا تمرر الأهداف منها على أهل الإيمان والحكمة؛ لأنهم يرون ارتباطك أيها الحوثي بالغرب الكافر.
فبينما أنت تجبي أموالهم للاحتفال بالمولد النبوي؛ نشاهد (UNOPS وحدة المشاريع للأمم المتحدة) ترقع الشوارع وتعمل على تعبيدها! وبينما أنت تحتفل بيوم الغدير؛ فإن سفن الأمم المتحدة تزودك بوسائل وأجهزة الاتصالات العسكرية! وبينما أنت تحتفل بعاشوراء فإن منظمات الأمم المتحدة تعالج الجرحى التابعين لك! وبينما أنت تحتفل بيوم الشهيد؛ فإن الأمم المتحدة تصرف سلة غذائية لكل أسرة قدمت قتيلاً في سبيل مشروعك الطائفي!! فأهل اليمن يعلمون ما قدمه جمال بن عمر لك وكيف صعد إلى جبال صعدة بينما أنت نزلت منها للدخول إلى صنعاء. ويعلمون ما قدمه ولد الشيخ الذي جعل منك نداً لما تسمى (الشرعية) وفي الوقت نفسه تصنفك بأنك زعيم مليشيا انقلابية وتارة أخرى تسميك تقارير بعض مؤسساته بقائد الثورة، وكذلك النصراني المندوب الحالي الذي تشكره ويشكرك!! ولا ننسى لقاءات الناطق باسمك المتكررة مع الأمريكان في مسقط من جون كيري ومن يليه… فاعلم أن ارتباطك هو ارتباط بالغرب وحباله؛ فلا تتمسح بالاحتفالات الدينية والطائفية باسم الإسلام!!
4- لا يخفى على المسلمين أن الثاني عشر من ربيع الأول؛ كان فيه مولد رسول الله e، ورفع إلى الرفيق الأعلى في التاريخ نفسه، ووصل المدينة المنورة بالتاريخ نفسه؛ فسمي عام مولده بعام الفيل، وسمي عام هجرته بعام الهجرة. وعام الهجرة اختاره المسلمون تاريخاً لهم؛ لأن فيه ظهر الدين، واعتز المسلمون، وقَوِيت شوكتهم، وكان للدين دولة تطبق أحكامه، وتحمله رسالة هدى ونور للناس كافة.
5- إن من يحتفل بمولد الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم ولا يطبق شرعته لهو كاذب بمحبته يخادع الناس ولو رأيناهم يحتفلون ويبتهجون. إن من يكون على رأس الدولة ليس المطلوب منه الاحتفال بمولد الرسول e بل المطلوب منه هو تطبيق الإسلام وحمل النور الذي أتى به رسولنا الكريم للناس، المطلوب منه تحرير الأقصى وتسيير الجيوش، المطلوب منه رعاية الناس وتوفير الأمن والعدل، المطلوب أن ينطق خيراً ويفعل خيراً، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، لا أن ينكر سنته ويقدح بأصحابه، ويستقبل مبعوثي الكفار في بلاد الإسلام!!
فيا إخوتنا من الجماعات الإسلامية، يا من ترجون شفاعته e، والحشر تحت لوائه؛ اعملوا لإعادة الدولة التي بناها؛ ففيها عزكم، وهي المطبقة لشرعكم، وأحكام دينكم، وهي القادرة على قطع حبال الغرب، واجتثاث عملائه فسارعوا لتنالوا عزّ الدنيا والآخرة؛ فدعواتكم لن تلقى قبولاً لدى الناس؛ لعدم وجود دولة إسلامية تزيل هذه المنكرات. فالأولى من ذلك – ومن الدخول في نقاشات عقيمة لن تجدي نفعاً – أن تعملوا مع العاملين لإيجاد هذه الدولة؛ التي ستعود بالناس إلى حظيرة الإسلام؛ فتقضي على المنكرات وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، ومن غير دولة الخلافة – التي حكمت 13 قرناً من الزمان – تنقذكم؟ فالحقوا بركب العاملين لها.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حجري سرحان – ولاية اليمن
2019_11_05_Art_They_celebrate_the_Prophets_birthday_and_apply_kufr_systems_AR_OK.pdf