Take a fresh look at your lifestyle.

رضا الغرب أم رضا الله أولى لكم أيها السادة؟؟!

 

 

رضا الغرب أم رضا الله أولى لكم أيها السادة؟؟!

 

ماذا وراء زيارات وزراء السودان لأمريكا، وما هي نتائجها مقابل تصريحات المسؤولين الأمريكيين وآخرها ترامب الذي يتحدث أمام الملأ، وتصريحات السياسيين في البلد يشددون على مواصلة الحوار مع واشنطن كي ترفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب؟ إذا كانت الدولة تستند إلى دولة أخرى حتى تشفى من أمراض الفقر والبطالة والجوع، فها هو البشير قد قدم ما قدم، واليوم أيضا في الطريق نفسه الذي سلكه الساقط يسير الحكام الحاليون، ولم يترك البشير شيئا طلبه منه الأمريكان إلا ونفذه لهم ومع ذلك لم يرضوا عنه! كيف يعقل أن يكون في دولة تزعم الاستقلال وكل القوانين والأحكام جزء من المنظومة الغربية ويتسابق المسؤولون والسفراء الأمريكان إلى السودان ووزراء السودان يتسابقون ويتصارعون كي يرضوا الغرب خاصة أمريكا؟! يذهبون بأمر أمريكا ويعودون بخفي حنين! ولكنهم يظنون أن الفرج بيد أمريكا التي هي بدورها تقوم بتمديد حالة الطوارئ الوطنية للولايات المتحدة تجاه السودان، حيث إن الإجراءات والسياسات التي تنتهجها حكومة السودان والتي لا تزال تشكل تهديدا استثنائيا وغير عادي للأمن القومي والسياسة الخارجية الأمريكية، وتزعم أن التطورات الأخيرة التي حصلت إيجابية، فقد استمرت الأزمة من خلال إجراءات وسياسة حكومة السودان ما أدى إلى استمرار إعلان حالة الطوارئ الأمر الصادر في تشرين الثاني/نوفمبر 1997م. ويصف المراقبون هذه المسألة بالروتينية والإجبارية!

 

نعم هذا الجدول الذي وضعته أمريكا لا يتغير وهو روتين ثابت كي لا يوهم أحد نفسه بأن تجد الحكومة شفاءً من الغرب الكافر العدو كما هو واضح لكل ذي عقل يتدبر كلام الله، الذي يخاطبنا في كل أمر من أمور الدنيا بأن ﴿لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ﴾ وهذا الكلام جازم، ولم يكتف بهذا بل بين لنا بأن لا نتخذ اليهود والنصارى قدوة لنا في أمور ديننا لأنهم أعداء الله وأعداؤنا، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾.

 

الآن الأمور تسير كما سارت في عهد البشير ولا جديد، ولن يحصل جديد طالما بقي الولاء للكافر المستعمر. والسؤال الذي يفرض نفسه: هل رضي الكافر على ما قدمه له النظام السابق وارتكابه أكبر مصيبة في حق العباد والبلاد ولكنه لم يجد نصيراً ولا حسيباً؟ ولذلك كل من يعجز عن الخروج من الصندوق الذي وضع فيه ويأتي بنفس الفكرة الرأسمالية كي يغير أوهم نفسه وأوهم البسطاء من أبناء هذه الأمة، حيث يذهب البعض من المسؤولين ولم يأتوا إلا بمزيد من المرض الذي خلفه النظام السابق مثل سيداو والقوانين التي تتعلق بشؤون المرأة والرجل، وكأن أمريكا الوحي المنزل من عند الله!! والحكومة السابقة قدمت أكبر ثمن لأمريكا وهو فصل جنوب السودان ومع ذلك لا تزال العقوبات التي فرضتها أمريكا على السودان بأنها من ضمن الدول الراعية للإرهاب كما تزعم، والإرهاب هذا معناه الحقيقي (الحرب على الإسلام والمسلمين).

 

لن نفلح وينصلح حالنا عندما نركع للغرب الكافر المستعمر ونتخذ سبيله ونترك سبيل ربنا تبارك وتعالى، وهناك أيضا لقاءات قادمة مع وزراء السودان؛ فهناك اجتماع وزارة الخزانة الأمريكية ووزراء خارجية ومياه السودان بإثيوبيا ومصر، ومن الحضور رئيس البنك الدولي… كل هذا الانبطاح والركوع والخنوع لن يزيدنا إلا هلاكاً وضنكاً وتفتيتاً لما تبقى من البلاد، وبعد كل هذه الإملاءات لن يرضوا عنا ولن يرفعوا السودان من القائمة… يقول الله مخاطباً لنا ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾ هذا الكلام الذي يبين لكل عاقل يتدبر كلام الله وليس من يتبع أهواء الناس ومن يعرض عن كلام الله وطريقه المستقيم، فمصيره الهلاك وعيشة ضنكا وفي الآخرة العاقبة عند الله عظيمة إن كنتم تعقلون.

 

فالطريق الوحيد للذي يعقل ويريد أن يسلك الطريق الذي يحل مشكلات البلاد والعباد هو واحد، وهو أن يرجع الحكم إلى صاحبه الذي يقول: ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ﴾ وهو كتاب الله وسنة نبيه e، والذي يطبق هذا الكلام هي دولة الخلافة الراشدة ولن نفلح إلا بها ونحن موعودون بها فقد بشرنا بها الحبيب محمد القائد الصادق الأمين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ»، ثم سكت. ليس هذا فحسب بل واجب على عاتق كل مسلم ومسلمة الاحتكام لشرع الله تعالى وليس الاحتكام لشرع لينين وماركس ومونتيسكيو وغيرهم لأنه كما هو معروف أن الله لا يصلح عمل المفسدين، والإسلام هو الذي ينبغي أن يتبع لأنه الطريق المستقيم وأن ننطلق منه ونأخذه منهجاً وحكماً ونقيم الدولة ونحمل الإسلام إلى العالم بالدعوة والجهاد، فالله سبحانه أعزنا بالإسلام فمهما ابتغينا العزة في غير الإسلام أذلنا الله، والإسلام هذا هو الذي جعلنا خير أمة، يقول الله تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ والإسلام وحده جعلنا سادة للعالم لأن الإسلام يعلو ولا يعلى عليه، والإسلام ليس مجرد شعارات تطبق في دول سايكس بيكو بل الإسلام لا يعترف بالحدود التي يقدسها الحكام والتي فرضها الكافر المستعمر، بل الإسلام دين ومنه دولة مبدئية مستقلة من عبودية الغرب وتبعيته وهي الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي نبايع فيها خليفةً للمسلمين يحكمنا بشرع الله حتى تكون الحياة كريمة آمنةً مطمئنةً، ولمثل هذا اليوم فليعمل العاملون.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

آدم دهب – الخرطوم

 

2019_11_05_Art_Satisfaction_of_the_West_or_satisfaction_of_Allah_AR_OK.pdf