مع الحديث الشريف
باب الدليل على أن من قصد أخذ مال غيره بغير حق كان القاصد مهدر الدم في حقه
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في صحيح مسلم، في شرح الإمام النووي “بتصرف” في “باب الدليل على أن من قصد أخذ مال غيره بغير حق كان القاصد مهدر الدم في حقه”.
حدثني أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا خالد يعني ابن مخلد حدثنا محمد بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي؟ قال: فلا تعطه مالك، قال: أرأيت إن قاتلني؟ قال: قاتله، قال: أرأيت إن قتلني؟ قال: فأنت شهيد، قال: أرأيت إن قتلته؟ قال هو في النار.
هذا حكم الله فيمن يعتدي على حقوق الناس؛ القتل، فلا يجوز في حق المؤمن أن يكون جبانا، بل عليه أن يدافع عن نفسه، ولو كلّف هذا الدفاع قتل المعتدي، نعم هذا من عدل الإسلام الذي لا يقبل الدنية للمسلم، ولا يقبل له الإهانة والخضوع، وقبل ذلك وبعده لم يقبل له الذل، ومن قبل لنفسه ذلك فهو الذليل.
أيها المسلمون:
ما بال المسلمين اليوم يقبلون الدنية والمذلة؟ ما بالهم يقبلون بعدوهم بعد أن أخذ أموالهم وأراضيهم؟ ما بالهم يقبلون بتسليم بيت المقدس والأقصى لعدوهم؟ فإذا أراد مسلم أخذ مال مسلم آخر أحل الله دمه، فما بالكم بمن يأخذ أموال المسلمين ونفطهم وثرواتهم وخيراتهم ويأتي من يصالحهم ويسالمهم بدل قتالهم؟ لقد أصبح من يفعل ذلك شريكا لهم في الجريمة، وبالتالي استحق أن يُقاتل كما يُقاتلون.
أيها المسلمون:
ولئن أخذ الكافر المستعمر ما أخذ من ثروات وخيرات هذه الأمة طيلة العقود الماضية، فقد آن الأوان ليدفع ثمن ما أخذ، ولقد آن الأوان أن يعي الكافر المستعمر أن نجم حضارته القائمة على الاستعمار وامتصاص دماء الناس قد شارف على الأفول، وأن هذا الوقت المستقطع من حياة الأمة في نهايته، وأن الوضع القائم اليوم لن يدوم، وأن نظاما عالميا جديدا تنتظره الكرة الأرضية ليديرها من جديد، فنظام الخلافة أصبح قاب قوسين أو أدنى.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم