مع الحديث الشريف – باب قول النبي صلى الله عليه وسلم يسروا ولا تعسروا وكان يحب التخفيف واليسر على الناس
مع الحديث الشريف
باب قول النبي صلى الله عليه وسلم يسروا ولا تعسروا وكان يحب التخفيف واليسر على الناس
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في “باب قول النبي صلى الله عليه وسلم يسروا ولا تعسروا وكان يحب التخفيف واليسر على الناس”.
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري وقال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أن أبا هريرة أخبره، أن أعرابيا بال في المسجد فثار إليه الناس ليقعوا به، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: “دعوه وأهريقوا على بوله ذنوبا من ماء أو سجلا من ماء، فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين”.
يظن بعض المسلمين أن هذا الفعل العظيم الذي قام به الرسول صلى الله عليه وسلم ينسحب على جميع الناس، فيحمل هذا الفعل ليطبقه على الجميع دون تمييز، صحيح أن المسلم يرفق بأخيه المسلم ويتلطف معه، ويخفض جناحه له عند معاملته ومجالسته، وهذا الأصل في التعامل، ولكن ما يجب الالتفات إليه هنا هو أن الرسول صلى الله عليه وسلم علمنا متى نكون رفقاء مع بعضنا؟ فلا مجاملة مثلا في أحكام الله، فهو عليه الصلاة والسلام القائل: “أنا نبيّ الرحمة والملحمة“، نعم هذا هو الدين مرحمة في غير ضعف، وملحمة في غير ظلم، لين مع المسلمين وقوة وشدة مع أعداء الدين.
أيها المسلمون: إن ما نسمعه هذه الأيام من بعض القادة المحسوبين على التيار الإسلامي من مساواة في التعامل بين الظالم والمظلوم، بين الحاكم والمحكوم بين الجلاد والضحية لهو الظلم بعينه، كيف نرفق بحاكم باع البلاد والعباد للأعداء؟ كيف نرفق بمن خذل الأمة ووقف وصنف نفسه في فسطاط الكفار؟ كيف نرفق بحاكم صنّف نفسه مع الخائنين؟ كيف نرفق بحاكم تخندق في خنادق الكفار المجرمين؟ ” أفنجعل المسلمين كالمجرمين”. لا والله لا نرفق بهؤلاء ولا نرفق بمن وقف معهم أو ساندهم أو سكت عن ظلمهم ولو كان بلحية وعمامة ومسبحة، بل نرفق بكل مسلم التزم بالإسلام، أحب الله ورسوله، وسارع بالعمل لإيجاد أحكام الله في واقع الحياة، ونرفض ونقمع كل صوت يخالف أحكام الله ولو كان محسوبا على الإسلام، فمن بال في المسجد ليس كمن يبول على المسلمين، وليس كمن يقتلهم ويسلخهم عن دينهم وأحكام ربهم.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم