مع الحديث الشريف – أبغض الناس إلى الله تعالى
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن عبد الله بن أبي حسين حدثنا نافع بن جبير عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أبغض الناس إلى الله ثلاثة ملحد في الحرم ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية ومطلب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه” (رواه البخاري)
أيها المستمعون الكرام
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، أما بعد،
إن هذا الحديث الشريف يتحدث عمن يبغضهم الله تعالى, فأولهم الملحد في الحرام أي الذي يتجبر في عباد الله ويعصي الله تعالى ويجاهر في معصيته سبحانه بعد أن علم الحق وعرفه, فهؤلاء يعلمون في دين الله ما إن سألتهم عن شيء إلا وأجابوك ، فهم يعلمون ما أمر الله تعالى به وما نهى الله عنه ، ويعلمون ما يحب الله تعالى ما ويبغضه سبحانه، ومع ذلك تراهم يتبجحون بالمعصية ويزاودون على شرع الله، فيتقربون بذلك من الكفر وأهله ومن طريق الشيطان، ويقومون بتحويل شرع الله ويفترون عليه الكذب ويصيغة بشرع الغاب أو الكفر، وكأنهم لا يدركون أن الله تعالى يمهل ولا يهمل، وأن عقابه واقع لا محالة إما في الدنيا أو في جهنم ويوم الحساب، وما أكثر هؤلاء في أيامنا هذه.
والأمر الآخر الذي أشار إليه الحديث الشريف ويبغضه الله تعالى ويبغض أهله هو من يأتي ويريد أن يعيد العلماء الواعين المخلصين المهتدين إلى الجاهلية التي لم يكن لهم في حياتهم غاية ولا هدف سوى التمتع بما خلق الله تعالى من غير ضابط ولا حسيب ولا رقيب، فهؤلاء يسعون لأن يعيدوا الناس إلى ما كان عليه الأولون لا لشيء سوى لأنهم يحقدون على عباد الله لما هم فيه من هدى، وهؤلاء موجودين منذ أن بعث الله سبحانه الرسول الكريم إلى يومنا هذا، فها نحن نرى ونشاهد من يطلب من المسلمين بأن يمارسوا بعضاً من الأفعال التي تقشعر لها الأبدان وتأباها النفوس السليمة، ويطالبونهم بالقبول بمن يسلكها وحتى تجهيل من ينكرها ويقف ضدها، فحق الله تعالى أن يبغضهم ويوقع عليهم عقابه الذي يستحقونه جزاءاً لما يقومون به من إفساد للبشرية وللإنسانية السوية.
الأمر الأخير الذي أشار إليه هذا الحديث الشريف لا يصدر إلا من مريضي النفوس وشذاذ العقول، فتراهم يسعون لإهراق الدماء بغير وجه حق، فهم يسعون إلى القتل وسفك الدماء التي حرمها الله تعالى إلا بحقها، لا لشيء سوى رغبة في أنفسهم وإشباعاً لنزواتهم المريضة وحقداً على البشر لأنهم بشر فقط، فهؤلاء تراهم يتلذذون بالقتل والتنكيل في خلق الله، ويستمتعون بالمئاسي التي تصيب غيرهم ويسعون للإكثار منها، فهؤلاء يبغضهم الله تعالى ويبشرهم بعذاب من عنده في الدنيا والآخرة.
إن علينا نحن المسلمين أن نقف بكل ما أوتينا من قوة حتى نضع حداً لهم، وحتى نعجل لهم بالعقوبة التي أعدها الله تعالى لهم في الحياة الدنيا، فهم أشر الناس وأبغضهم إلى الله تعالى، فنكون بذلك قد نلنا رضى الله سبحانه وأعدنا الأمور إلى نصابها.
فالله نسال أن يعجل لنا بالفرج القريب على أيادينا حتى نضع حداً لهم ونعيد الأمور إلى نصابها ونطبق شرع الله فيهم فنكسب بذلك حب الله لنا.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح