Take a fresh look at your lifestyle.

ترامب: “ديكتاتوريون؟ حسناً، فليأتوا”

 

 

ترامب: “ديكتاتوريون؟ حسناً، فليأتوا”
(مترجم)

 

الخبر:


في 12 تشرين الثاني/نوفمبر، ألقى الرئيس دونالد ترامب كلمة في نادي نيويورك الاقتصادي، وقال “عندما ألتقي بزعماء العالم – بما فيهم الملوك والملكات ورؤساء الدول ورؤساء الوزارات والدكتاتوريين – ألتقي بهم جميعا”، وأوضح أن العلاقات الأمريكية تقوم على تفسيره للمصلحة الوطنية وليس على مبادئ الحرية عندما قال: “أي شخص يود أن يأتي هنا. ديكتاتوريون؟ حسناً، فليأتوا. طالما هو جيد لأمريكا. إننا نريد أن نساعد شعبنا”.

التعليق:

بالنسبة للرئيس الذي يكذب علنا وهكذا في كثير من الأحيان، فمن الغريب في بعض الأحيان كيف يكون ترامب صادقا بوحشية، وهذا يعد أحد تلك الأوقات. وقد اتهم ترامب بأنه صديق ومؤيد للديكتاتوريين طوال فترة رئاسته، وبعد خطاب اليوم، قالت القناة إن “التعليق يبدو أنه تجاوز عقودا من السياسة الخارجية الأمريكية، والتي كانت مبنية على الفيتو العالمية أمريكية الحجم وتأثيره كقوي لرفع الحكومات الديمقراطية التي تحترم حقوق الإنسان وتهمش الديكتاتوريين والمستبدين”، وما أساءت المنظمة إليه هو أنه في حين إن ترامب قد ابتعد بالفعل عن سوابق الرؤساء الأمريكيين السابقين الذين ألقوا خطبا منمقة حول الديمقراطية وحقوق الإنسان، فإن أمريكا كانت منذ عقود صديقة لديكتاتوريين مستبدين.

خلال الحرب الباردة، دعمت أمريكا الديكتاتوريين الوحشيين في أفريقيا وأمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية تحت ذريعة محاربة الشيوعية، في 1974 منع الكونغرس الحكومة الأمريكية من تدريب قوات الشرطة في أمريكا اللاتينية بعد تقارير عن التعذيب والقتل من الشرطة الأمريكية المدربة مما تسبب بالإحراج. بيد أن الدعم المقدم لولايات الشرطة القمعية استمر تحت إشراف وكاله الاستخبارات المركزية. وقدم الدعم لكل نوع من أنواع الديكتاتورية في جميع أنحاء العالم علنا وسرا في أي مكان يعتبر جيدا لأمريكا.

بعد سقوط الشيوعية، أو ما يسمى بـ”إمبراطورية الشر” كما وصفها رونالد ريغان، وجدت أمريكا عدوا جديدا في 2001، وشنت حربها على (الإرهاب). مرة أخرى وقف الدكتاتوريون بوحشية ودموية في كل أنحاء العالم إلى جانب أمريكا، وبعد أن أصبحت حساسة من الناحية السياسية جدا لأمريكا لتعذيب السجناء علنا التي استولت عليهم عدا عن عمليات الخطف داخل المنشآت العسكرية الأمريكية، وأسست مراكز التعذيب السرية في “البلدان الصديقة” وأيضا تسليم ضحاياها إلى الديكتاتوريين في الشرق الأوسط للقيام بأعمال التعذيب لهم على التراب الأجنبي بينما قدم ضباط المخابرات الأمريكية الأسئلة التي يريدون إجابتها.

كانت السياسة الخارجية الأمريكية دائما متمركزة بهدوء على مبادئ تروبيان، وقد أسقط ترامب القناع الذي اعتاد أسلافه على ارتدائه، واستغل جهل القطاعات الأكثر فقرا في الناخبين الأمريكيين الذين آمنوا بالرؤساء الأمريكيين السابقين عندما تظاهروا بأنهم يضحون بأموال دافعي الضرائب لدعم الحرية وحقوق الإنسان في بلدان أخرى.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الدكتور عبد الله روبين

 

2019_11_16_TLK_1_OK.pdf