الإسلام خطر مبدئي على حضارة الغرب ورحمة للبشرية
كثر الحديث عن الخطر الإسلامي تحت مسميات كثيرة وتصريحات متعددة حول الإسلام وتعددت المدارس والنظريات في كيفية التعامل معه بعد إدراك عميق جدا لحقيقة الإسلام بأنه مبدأ يشمل كافة العلاقات الإنسانية، فمثلا قال القس هنري بولارد مؤلف كتاب “الإسلامية”: “لو كان الإسلام مجرد دين فحسب لهان الأمر معه، ولكن المشكل أنه نظام حياة شامل وشمولي وهذا هو مصدر الخطر”، ولهذا “لن يندمج الإسلام في أي شيء لأنه كان دائما دامجا غير مندمج، مستوعبا لغيره غير قابل للاستيعاب”. ولذلك فإن الحوار مع الإسلام في نظر جوردان لا يمكن إلا إذا كان في وضع (الأقلية).
وفي رأي القس فرانسوا جوردان المكلف بالعلاقات مع الإسلام في أبراشية باريس ومؤلف كتاب “إله المسيحيين وإله المسلمين” سنة 2008، فإن أول شرط للتحاور والتعايش مع الإسلام هو أن يتخلى عن جمعه بين الديني والسياسي…
فالإسلام دين منه الدولة، والدولة فيه طريقة وليست أسلوبا.
والمبادئ مختلفة اختلافا جذريا من حيث الأسس والنظرة إلى الكون والإنسان والحياة ومختلفة جدا في كيفية التعامل مع الوجود الإنساني في الحياة من حيث كونه عبدا للخالق العظيم أو مشرعا منازعا له حق الألوهية والتشريع، فمجرد الحديث عن مواضع من اللقاء أو النقاط المشتركة هو وهم وخيال لا يصمد على أرض الحقيقة نهائيا. قال تعالى: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾ وقال سبحانه: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ * وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ﴾.
هذا من جانب، ومن جانب آخر فالمبدآن الرأسمالـي والشيوعي صورتان مفزعتان للظلم والقهر للبشرية ولأكل أموال الناس بالاستعمار. فقد دخلـت إنجلترا الهند متسللة بالحركات التنصيرية والشركات التجارية، ثم احتلتها عسكرياً، فنهبت الهند وكنوزها وخيراتها وشعبها، وما خرجت من الهند إلا وقد تركت الشعب فقيراً ممزّقاً، والبلاد متأخرة متخلفة. وقس على ذلك سائر الدول الرأسمالية التي دخلت البلاد الإسلامية الغنيّة في ثرواتها وخيراتها، فما تركتها إلا وهي فقيرة ممزّقة متخلفة. لقد أكلت الدول الرأسمالية أموال المسلمين بالباطل، وأنشأت النظام الرأسمالي في بلادهم على الأُسس نفسها من الظلم والعدوان ونهب الثروات وأكل المال الحرام، حتى أصبحت البلاد الإسلامية تسمىّ العالم الثالث المتخلف.
لذا كانت الرأسمالية عدوة الإنسانية فقد كفرت بها البشرية لكنها تحتاج البديل الحضاري والإنساني وهو الإسلام، لذا ينظر ساسة الغرب وأرباب الرأسمالية إلى الإسلام كعدو لأنه خطر عليهم. لكن الإسلام رحمة للإنسانية فهو أشد ما تحتاجه البشرية اليوم في ظل انفلات جشع الدول الرأسمالية التي بدأت حتى بالانقلاب على بعضها نتيجة تلك البذور الكامنة فيها والتي أصبحت أشجارا تحجب الضوء عن البشرية لتعيش هي فقط دون غيرها.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسن حمدان (أبو البراء)
2019_11_16_Art_Islam_is_a_primary_threat_to_the_civilization_of_the_West_AR_OK_1.pdf