مسايرة الإنجليز للأمريكان في الصراع بينهم في اليمن، يوهم الناس بقرب نهاية الصراع
الخبر:
ذكرت صحيفة “ذي إندبندنت” البريطانية أن الحرب في اليمن أوشكت على الانتهاء، وفقا لما أشارت إلى أنه اعتراف لمسؤول سعودي، الأسبوع الجاري. وأضافت الصحيفة البريطانية، وفق تقرير نشرته أمس السبت على موقعها الإلكتروني “لأول مرة منذ عام 2016، تصل الحرب المشتعلة في اليمن إلى نهايتها بعد أن احتضنت المملكة العربية السعودية طرفي اتفاق الرياض حيث تم التوقيع عليه في العاصمة السعودية الرياض”. (موقع مأرب برس، 2019/11/11م)
التعليق:
ما زال الصراع مستمرا في اليمن بين أمريكا وبريطانيا، وكل منهما تستخدم الأساليب والوسائل المناسبة لها لتنفيذ خططها من أجل تحقيق مصالحها، فأمريكا دخلت اليمن بمنطق القوة والعنجهية لتحوز على ثروات البلاد، مستخدمة طرقاً عدة؛ عاصفة الحزم المشؤومة التي تقودها السعودية لضرب عملاء الإنجليز أولاً، والحوثيون ثانياً ومن ورائهم إيران التي تمدهم بالسلاح للسيطرة على شمال البلاد، والحراك الجنوبي جناح باعوم ثالثاً، وأسلوب التفاوض لتحقيق المكاسب عن طريق الأمم المتحدة رابعاً، وبهذه الأعمال أصبح الحوثي شبه مسيطر في شمال البلاد وما تبقى من أتباع الهالك صالح زج بهم الحوثي في السجون، فقد أورد موقع 24 أبو ظبي بتاريخ 2019/11/12م خبرا قال فيه “أفادت المصادر بأن مليشيا الحوثي اعتقلت منذ يومين 26 ضابطاً من جهاز الأمن السياسي في صنعاء على رأسهم رئيس دائرة التوجيه المعنوي العميد علي الشاحذي، وأودعتهم سجناً خاصاً في نفس الجهاز، ووجهت لهم تهماً عديدة بينها الخيانة، كما قبضت على عدد من الجنود وضباط الأمن المركزي، وكشفت المصادر ذاتها أن مئات من الضباط والجنود يقبعون في سجون المليشيا، بعد رفضهم حضور دورات تدريبية طائفية، وأسلوب العصابات الذي تدير به المليشيا مؤسسات الدولة”.
وبعد أن حققت أمريكا ما حققته في الشمال بواسطة الحوثيين، انتقلت إلى الجنوب عن طريق عميلتها السعودية وخصوصاً بعد اتفاق الرياض حيث تحاول تحجيم المجلس الانتقالي الذي يقوده الزبيدي ربيب الإنجليز، وتعمل عن طريق التدخل المباشر بقوات سعودية لفتح الطريق أمام الحراك الفعلي حراك باعوم ربيب الأمريكان.
وأما بريطانيا فتسير بمنطق الدهاء والمكر بمسايرة أمريكا لاتقاء ضغوطها، عن طريق عملائها، ومن المتوقع أن تقوم بالتالي:
اولاً: تسعى لتحقيق النصيب الأكبر وذلك من خلال الحل السياسي عبر المفاوضات، فلديها وسط سياسي عريق وأوراق كثيرة، مثلا في الجنوب المجلس الانتقالي، ومجلس الإنقاذ الذي يقوده اللواء أحمد قحطان، وهادي وأشياعه، وحزب الإصلاح، وعلي محسن الأحمر، وبقايا حزب المؤتمر الموزعين في الشمال والجنوب وغيرهم.
ثانياً: تريد أن تزج بمملكة آل سعود في جنوب اليمن في وحلٍ بحيث تغرق ولا تستطيع الخروج منه.
وبهذه الأعمال التي يقوم بها طرفا الصراع في اليمن عن طريق العملاء والأتباع والأشياع فلن ينتهي الصراع القذر بين الكفار المستعمرين، طالما العملاء موجودون في الحكم.
يا أهلنا في اليمن، إن الأمن والاستقرار لا ولن يأتي بموالاة الظالمين الذين أقصوا أحكام الله وشريعته عن الحكم والتطبيق، وذهبوا إلى الكافر المستعمر، الأمم المتحدة ليأخذوا الحل لمشاكلهم منه، بل الأمن والأمان هما في تطبيق شرع الله في دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فلذلك ندعوكم للعمل مع العاملين لها، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ سليمان المهاجري – ولاية اليمن