مشكلة لبنان في نظام حكمه والزمرة الفاسدة التي تطبقه
الخبر:
اتهم التيار الوطني الحر بزعامة الرئيس ميشال عون الأحد رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري، بتقويض مسعى وزير المال السابق محمد الصفدي الذي اعتذر عن عدم قبوله برئاسة الحكومة اللبنانية الجديدة، من أجل الاستئثار بالمنصب لنفسه، ما يعكس مدى هشاشة المناخ السياسي في البلاد.
وقال مصدر مطلع على موقف التيار الوطني “سعد الحريري يؤجل الأمور بهدف حرق كل الأسماء والظهور بمظهر المنقذ”.
ورفض بيان من مكتب الحريري ما صدر عن التيار الوطني الحر بهذا الشأن ووصفه بأنه محاولة غير مسؤولة لتسجيل نقاط سياسية على الرغم من الأزمة الوطنية الكبرى التي يمر بها لبنان.
وتفاقمت الأزمة السياسية في لبنان الأحد بعد انسحاب الصفدي الذي اعتبر مرشحا رئيسيا لتولي رئاسة الوزراء، مما يقلص فرص تشكيل حكومة تحتاجها البلاد بشدة لتنفيذ إصلاحات عاجلة. (ميدل أوست أونلاين، 2019/11/17م).
التعليق:
إن مشكلة لبنان ليست في إمكانية تشكيل حكومة من عدمه، بل إن مشكلة لبنان تكمن أصلا في النظام العلماني الطائفي الذي يُحكم به وفي الزمرة الفاسدة التي تطبقه، وتجثم على صدر أهل لبنان.
إن انتفاضة أهل لبنان التي اندلعت منذ السابع عشر من تشرين الأول الماضي، وهبت قوية صارخة في وجه الزمرة السياسية الحاكمة الفاسدة جميعها دون استثناء، تعبر عن مدى الاحتقان لدى أهل لبنان تجاه السياسيين من كافة الأحزاب المشاركة في تقاسم كعكة الحكم، أو يسيل لعابها ليكون لها نصيب منها.
إن الحل الحقيقي والصحيح، الحل الجذري والوحيد للبنان، هو أن يعود إلى حضن الشام ليكون جزءا من ولايتها ينعم بخيراتها ويحتمي بحماها ويسعد بكنفها، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا في ظل الدولة الجامعة التي أمر بها ربنا تبارك وتعالى، دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، تزيل ما صنعه الغرب الكافر المستعمر بين بلاد المسلمين من حدود، وتطبق شرع الله الواحد المعبود، ليعيش جميع رعاياها حتى غير المسلمين منهم، لهم ما للمسلمين من الإنصاف وعليهم ما على المسلمين من الانتصاف. ويحاسبون حكامها إن قصروا في رعاية شئونهم أو أساؤوا في تطبيق أحكام الإسلام عليهم؛ من غير أن تكون لهم أية حصانة تمنعهم من المحاسبة.
﴿وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عبد الملك