Take a fresh look at your lifestyle.

موت الطفل إيليا، من منتجات الرأسمالية في يوم الطفل العالمي

 

 

موت الطفل إيليا، من منتجات الرأسمالية في يوم الطفل العالمي

 

الخبر:

نقل موقع بنت جبيل اللبناني بتاريخ 20 تشرين الثاني خبراً بعنوان: “مأساة موت الطفل إيليا من دروس بعلبك، والوالدة المفجوعة تقول: قتلتولي ابني”.

التعليق:

في تفاصيل الخبر تقول الأم التي فُجعت بفلذة كبدها إن المستشفى رفضت إكمال مستلزمات العلاج، قبل أن يكمل والد الطفل توقيع الأوراق اللازمة لتوثيق دخول طفله للمشفى ودفع الأموال التي يطلبها المشفى.

 

هذه المعاملة اللاإنسانية التي لا تناسب البشر، تكررت في أكثر من حادثة في بلاد المسلمين، في لبنان وفلسطين وغيرها. حيث صار الإنسان أرخص الموجودات، في ظل النظام الرأسمالي البائس الذي ربط قيمة البشر بما يملكون من أموال، وألغى القيمة الروحية والخلقية والإنسانية وجعل أساس التعامل بين البشر هو القيمة المادية.

وكعادة النظام الرأسمالي والقائمين عليه، فكلما فشلوا في رعاية مجموعة من الناس، أو حل مشكلة ما، لجؤوا لتمييع القضية، فجعلوا لها يوماً عالمياً لمناقشتها يتكرر كل سنة وتتكرر معه المناقشات العقيمة المحصورة في أعراض الداء ونتائجه، بعيداً عن مكمن الداء وسببه.

حددت الأمم المتحدة يوم 20 تشرين الثاني/نوفمبر، يوماً عالمياً للطفل. حيث قررت الأمم في هذا اليوم اتفاقية حقوق الطفل التي وقعت عليها دول العالم وتعد مرجعاً في هذا المجال.

وبهذه المناسبة أنقل قولاً عن جيل داينز، أستاذة علم الاجتماع الأمريكيّة، حيث تشير إلى أنّ الثّقافة الغربيّة مليئة بمحفّزات تزيد من جنسنة الأطفال عبر طرق عدّة، فتصرّح قائلة: (نحن نعيش اليوم في بيئة تقصفنا يوميّا بعشرات الصّور التي تشكّل وعينا وذوقنا، هذه الصّور تشكّل ما نسمّيه “ثقافة قائمة على الصّور”)، وهو مصطلح للتّعبير عن المجتمع الذي استبدلت فيه الصّور المرئيّة كوسائل للتواصل بالكلمات المنطوقة والمكتوبة.

هكذا يكرم العالم الرأسمالي الأطفال في يومهم، الذي للبؤس لا يختلف عن باقي أيام السنة سوى في هذه المناسبة المرتبطة به. فهم إما معرّضون للموت لأنهم لا يملكون ما يكفي من مال ليحفظ أرواحهم، أو معرضون للجنسنة والقذارة الفكرية في أبشع صورها، حيث تُنتهك طفولتهم وبشكل وقح جداً يبرز الأمر كأنه تحضر ورقي في بجاحة تتفرد بها الرأسمالية.

هذا الضنك مستمر باستمرار الرأسمالية كنظام وطراز عيش، هذا الشقاء ليس خطأً فردياً، هذا توحش ناتج عن حضارة تقدس المادة، وتعبّد الإنسان لشهواته. قال تعالى: ﴿…. فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ﴾ [سورة طه: 123-124].

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بيان جمال
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

2019_11_23_TLK_1_OK.pdf