Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف – نحن جنود الله في خلقه

 

 

 

مع الحديث الشريف

نحن جنود الله في خلقه

 

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأٍ ذكرته في ملأٍ خير منهم، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة” رواه البخاري ومسلم.

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، أما بعد،

 

إن هذا الحديث الشريف لهو من الأحاديث التي تبشر المسلم وتجدد ثقته بالله تعالى, فالله تعالى يخبرنا أنه عند ظن العبد به، فالإنسان بطبعه يأمل من غيره الكثير ويرتجي من الآخرين الخير الكثير، فكيف إذا كان هذا الغير هو الخالق الباري، فكيف يكون عندها الظن والأمل, فبلا شك يكون الأمل وقتها كبيراً.

 

 ويخبرنا الله تعالى في هذا الحديث الشريف أن العبد إذا ذكره في نفسه فإن الله تعالى سيكون مع نفس العبد، يضع فيه الأمل والسكينة التي تجعله يركن إلى الله تعالى ويمارس حياته من غير رهبة وخوف، فالله تعالى بجواره، ومعه في كل خطوة، إن كانت هذه الخطوات ترضيه وتحببه فيه.

 

والأجمل من هذا وذاك هو جزاء نصرة الله تعالى، فالله سبحانه يبشرنا في هذا الحديث بأن من ينصر الله ويثني عليه سبحانه ويتلبس بهذا الأمر فإن الله سيجزيه بأن يكون عوناً له بأكثر مما ينتظر، فالله سبحانه قد زاد على فعل عبده الكثير وأعانه عليه ومكنه فيه ونصره وسدد خطاه، ويتضح هذا في طلب الله منا أن نحسن القيام بالعمل ونحن متوكلون عليه في الإتمام، وذلك الأخذ بالأسباب التي يتطلبها العمل.

 

 وفي آخر هذا الحديث يشير الله تعالى إلى أمر فيه أهمية كبيرة وهي التقرب له والسعي لمرضاته، فالله تعالى يتقرب بجنوده وأقداره وكل شيء للعباد، ويكون معهم في كل أعمالهم، يمكنهم ويسدد خطاهم في الخير والتمكين لهذا الدين الذي ارتضاه لهم، فلا ننسى أن الله سبحانه وتعالى له جنود كثر لا تعد ولا تحصى، فمتى اختار المسلم أن يسير في الطريق حسب استطاعته ومن غير تلكؤ ولا تقصير، فإن الله تعالى يجعل البعيد قريب والعسير يسير وهذا أمر لا شك فيه، فالواقع ينطق به.

 

فنحن عباد لله والعبد إنما يأخذ صفة مولاه، فكيف إذا كان هذا المولى هو الخالق الذي يتصف بكل الصفات، فالجندي يأتمر بأمر القائد ويتشجع بشجاعة القائد ويسير كما يرغب ويخطط القائد, فكيف الحال ونحن عباد الله تعالى وجنوده في الأرض، فهل نكون عصاة لأوامره التي أمرنا بها، وكيف لا تكون فينا القوة والشجاعة التي يرغبها الله تعالى ويقوينا بها ويدعمنا بها، أليس هذا مخالف للحقيقة التي نلمسها في خلق الله تعالى في الخلق كله.

 

 فعلينا نحن المسلمين المؤمنين بالله تعالى أن نستحضر قدرة الله تعالى وقوته التي لا تضاهيها في خلقه قوة ولا قدرة، وأن نستعين بها للوصول إلى الغاية التي من أجلها خلقنا، وهي العبادة والتطبيق الشامل الكامل لأحكامه في الدنيا حتى نلقاه ونحن محسنون الظن به سبحانه، بأنه سيقبل منا أعمالنا ويجازينا عنها خير الجزاء ألا وهو الجنة، وسيبعدنا عن نار جهنم التي خلقها للعصاة المتجبرين الظالمين المفسدين في خلق الله تعالى.

 

 فالله نسأل أن نكون عند حسن ظن الله فينا وأن يحقق لنا ظننا فيه عز وجل وأن يسدد خطانا وأن ينصر عباده الصالحين المصلحين الحاكمين بأحكامه الساعين لتطبيق شرعة في خلقه اللهم آمين.

 

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح