الحراك النسوي “طالعات” خروج ضد الإسلام
“المرأة.. حرية.. عدالة اجتماعية”، “لا شرف ولا عورة.. المرأة هيه الثورة”، “يسقط النظام الأبوي..”…
هكذا خرجت بعض الفتيات المحسوبات على الفكر النسوي في وقفة احتجاجية بمحيط الدوار الرابع في مدينة عمّان ضد تعنيف المرأة وجرائم الشرف.
لقد شهد المجتمع خلال الفترة الماضية تعرض بعض النساء لممارسات مؤذية بالإضافة إلى جرائم تُسمى “جرائم شرف” فما كان من حركات الفكر النسوي إلّا أن انتهزت هذه الممارسات وتاجرت بهذه القضايا، كقضية “فاطمة” التي أثارت الرأي العام في كمّ القسوة التي عانت منها و”إسراء” من قبلها التي عانت مما يسمى بجريمة الشرف، انتهزتها للترويج لنهجهم الذي يعادي شرع الله صراحةً وخاصةً القوانين الإلهية المتعلقة بالنساء، فعملوا على حشد الحشود للمطالبة بإسقاط حضانة الوالد والنظام الأبوي، بالإضافة إلى المطالبة بالحرية المطلقة فيما يتعلق بعورة وشرف المرأة على أنه ليس من حق أحد مطلقاً التدخل فيهما، فجسد المرأة حريتها وحدها لا تُحاسب عليه لا من البشر ولا من الله سبحانه وتعالى!
بالرجوع إلى تاريخ وأصل هذه الفكرة، فقد تأسس الفكر النسوي منذ بداياته على العداء الكامل مع الرجل نظراً لما عانته المرأة من اضطهاد في عصر الحكم الكنسي في أوروبا، ومع ثورة المفكرين والفلاسفة آنذاك على الكنيسة والمطالبة بفصل الدين عن الدولة صاحَب ذلك ثورة النساء المضطهدات لتنشأ بعدها وعلى مر السنوات حركات نسوية ومؤتمرات ومعاهدات دولية هدفها الأساسي تحرير المرأة من الرجل من خلال المساواة المطلقة به ورفض الوصايا الأبوية والزوجية رفضاً قاطعاً، فرفعت المرأة شعارات تعدت كونها تتطالب بالحرية، بل شعارات تنذر بحرب شعواء مع كل ملمح ذكوري، تتصور فيها الأرض عبارة عن حلبة مصارعة تتكون من طرفين ذكر وأنثى.
ما يزيد هذه الحركات شبهة هو الوجود العلني للدعم المادي الغربي من خلال منظمات غربية يعرف إحداها بصندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة “UNIFEM” وهو الذي يوفر مساعدات اقتصادية لتمكين المرأة والمساواة بين الجنسين ودعم القدرات المؤسسية في مجالات التخطيط “الجندري”.
لهذا الصندوق مكتب إقليمي فرعي في الأردن – عمان تأسس عام 1994، يغطي معظم الدول العربية وقد تم تعيين الأميرة بسمة بنت طلال كسفيرة UNIFEM للنوايا الحسنة.
إن الدعم الأجنبي لهذه الحركات النسوية يؤكد شبهتها التامة، وأنها ما وُجدت في بلادنا الإسلامية إلا لتنفيذ مخططات غربية لتفكيك الأسرة المكونة بشكل طبيعي من زوجين (ذكر وأنثى) والذي خلقهما الله عز وجل ليكونا سبيلاً في إعمار الأرض من خلال التوادّ والتراحم بينهما، فلكلٍ منهما واجبه في الحياة لا يستوي أحدهما دون الآخر، كما لكلٍ منهما حقه في الحياة لا يتعدى حق أحدهما على حق الآخر، قال الله تعالى: ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ﴾.
في الواقع وبالإضافة للدعم المادي (المشبوه) والعلني لهذه الحركات فقد قام النظام في الأردن بدعم هذه الجمعيات والحركات المشبوهة مِن خلال شرعنة أعمالها والترويج لها في إعلامه ولمطالبات الحركة النسوية التي خرجت ترفع شعارات شاذة مخالفة لِما يحمله أهل الأردن من عقيدة إسلامية برّاقة، أفكارها ومفاهيمها مِن نور وما يخالفها كمثل هذه الجمعيات المشبوهة أفكار مِن ظلام، وعَمِلَ النظام أيضاً على إعطاء الدعم المعنوي من خلال فتح الساحات لهم وتوجيه كافة وسائل الإعلام لنقل أفكارهم المسمومة عبر قنواته، بالإضافة لمشاركة بعض الشخصيات المحسوبة عليه مِن نواب سابقين وحاليين في هذا الحراك. ولقد عهدنا كيفية التعامل المغاير للنظام مع حراك الشعب في الأردن عندما يرتفع سقف مطالبه رفضاً للظلم الذي يقع عليه، ولكن عندما نرى هذه التسهيلات لتحرك النسويات نعلم يقيناً أن مشكلتنا تكمن في نظام فاسد يستخدم قضايا المرأة لمحاربة شرع الله، ويأبى إلّا أن ينفذ ما يمليه عليه الغرب ويُسهّل الطُرق لكل فكرة وسلوك منبثقة عن النظام العلماني الغربي وحضارته البائدة البائسة.
ومن جهة أخرى فلقد تناست هذه الحركات العفنة التي صدَّعَت رؤوسنا بنصرة المرأة، تناست الكم الهائل من النساء المعرضات في كل يوم وفي كل لحظة من القتل والتعذيب والاعتقال والتعنيف والتنمر بسبب إسلامها فقط في سوريا وفلسطين وبورما وأفغانستان وفرنسا وألمانيا… وغيرهم من أنظمة دول العالم الذين لا يلبثون ولا يختزنون من مجهود حتى يسلبوا المسلمات دينهن وحقهن في ممارسته، والحقيقة أنه لا يُعتب على الغرب بذاته فهو موجود ليحارب الإسلام صراحة، ولكن العتب على من فرطت بنفسها من أجل تحقيق مكاسب الغرب في مجتمعاتنا، فما يزيد عن وصف العمالة وصف، هو ذاك:
(ليس الكفيف الذي أمسى بلا بصر … إني أرى من ذوي الأبصار عميانا)
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
دانة ناصر – ولاية الأردن
2019_11_22_Art_Feminist_movement_Talat_exit_against_Islam_AR_OK.pdf