مع الحديث الشريف
الالتزام التام بالنصوص الشرعية
حياكم الله أحبتنا الكرام ومع حلقة جديدة من حلقات مع الحديث الشريف، وخير ما نبدأ به حلقتنا تحية الإسلام، فالسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
جاء في صحيح مسلم في كتاب الذكر والدعاء باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ حَدَّثَنِي الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ” إِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الْأَيْمَنِ ثُمَّ قُلْ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ وَاجْعَلْهُنَّ مِنْ آخِرِ كَلَامِكَ فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ مُتَّ وَأَنْتَ عَلَى الْفِطْرَةِ” قَالَ فَرَدَّدْتُهُنَّ لِأَسْتَذْكِرَهُنَّ فَقُلْتُ آمَنْتُ بِرَسُولِكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ قَالَ قُلْ آمَنْتُ بِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ
إن الرسول الكريم يعلمنا في هذا الحديث ضرورة الالتزام بالنصوص الشرعية وأن لا نستعيض بألفاظ ترادفها، بالإضافة لتعليمه إيانا ما نقول عند النوم .
فكما هو معلوم فإن النبي محمد صلى الله عليه وسلم نبي ورسول، ويجوز إطلاق الوصفين عليه صلى الله عليه وسلم، ولكنه يريد تعليمنا هنا على أن التزام ما جاء به هو أمر ضروري ولا يقبل التقصير فيه.
وكم نرى اليوم علماء سلاطين يبررون أفعال حكامهم بلي أعناق نصوص شرعية وتأويل آيات قرآنية، لجعلها تلائم وتبرر فعل هذا الحاكم أو ذاك.
فعدم نصرة المسلمين المستضعفين في كل مكان له مبرر، والتطبيع مع العدو له مبرر، ومحاربة المسلمين ووصف الإسلام بالإرهاب كل له مبرر.
ووجود البنوك الربوية وبيوت الدعارة ومنع الحجاب والاحتكام لغير حكم الله وكثير من الأفعال المحرمة التي لا تعد ولا تحصى، كلها لها مبرر شرعي.
ناسين أو متناسين أن الله سائلهم عن أفعالهم ومحاسبهم على هذا اللي الشنيع للنصوص الشرعية ..
فالله نسأل أن يمن علينا بسلطان عادل، يلتزم بجميع النصوص، يطبق علينا شرعة الله ومنهاجه، كما طبقها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدون من بعده، اللهم آمين
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتبته للإذاعة
عفراء تراب