نبشر بومبيو وأمريكا من خلفه بالذي يسوؤهم
الخبر:
عقب تصريح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يوم الاثنين؛ أن مستوطنات يهود في الضفة الغربية لا تخالف القانون الدولي، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أن القاهرة ملتزمة بقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي فيما يتعلق بوضعية المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، باعتبارها غير قانونية وتتنافى مع القانون الدولي.
ومن ناحيتها فقد أعربت حكومة الاحتلال عن شكرها لمصر – السيسي لقيامه بترميم معبد يهودي قديم في الإسكندرية، في عملية صيانة كاملة استمرت لعامين، بتكلفة بلغت 100 مليون جنيه.. خدمة لثمانية من اليهود المقيمين في المدينة. (وكالات أنباء)
التعليق:
اعتمادا على موقف الأمة الرافض لكيان يهود وبغضها لكل حكامها، وتحينها الفرصة لتنهض من كبوتها، فتقتعد مكان عزها بالإسلام؛ نلقي ببيان خارجية السيسي شكاوى الفقر والفاقة في مكانه الذي يليق به من إهمال لينضم لغيره من جعجعات العملاء التي لم تعد تنطلي على أحد؛ ولنتفرغ للرد على تصريح سيِّدهِم بومبيو.
ولكن قبل ذلك، لنذكر بأن موقف الأمة الرافض لكيان يهود، ليس جديداً بل هو راسخ رسوخ عقيدة الأمة، فقد نشرت صحيفة “الجارديان” البريطانية تقريراً، يوم الأربعاء الموافق 2017/9/6م تناول قرار مصر السيسي بترميم الكنيس اليهودي، عنونته بـ”مصر بصدد ترميم كنيس يهودي في مدينة تضم 8 يهود”؛ ومما أشارت إليه الصحيفة في تقريرها، أن تجديد معبد “إلياهو هانبي” لم يكن هو الأول، فقد أثار قرار وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني بترميم كنيس موسى بن ميمون، الواقع بحارة اليهود بالقاهرة، جدلاً كبيراً على المستويين المحلي والعالمي. وأوضحت صحيفة الجارديان أن امتعاض الرأي العام محلياً كان مرده إلى أن الرأي العام لأهل الكنانة كان قد رآها محاولة من وزير الثقافة منذ عهد المخلوع مبارك، فاروق حسني وفرصة انتهزها ليتقرب من كيان يهود وصولاً لنيل منصب رئيس اليونسكو، حيث كان حسني مرشحاً لرئاسة اليونسكو آنذاك، بيد أنه لم يوفق.
وكذلك لم يعد خافيا على الرأي العام في الأمة أن كيان يهود الغاصب المحتل ما هو إلا ظل لحكام المسلمين العملاء، وأنه ولا بد سيزول بزوالهم، وأن كل الكيانات الوظيفية التي خلفتها اتفاقية سايكس بيكو الاستعمارية تحمي ذلك الخنجر المسموم المغروس في خاصرة الأمة، وأن يقتلعه شباب خير أمة بأياديهم المتوضئة لتطهر أقصى العقيدة مسرى النبي r.
وسيرا على خطا سابقيه يحاول السيسي، بترميمه بسخاء الكنيس اليهودي، تثبيت ذلك الخنجر لعله يحظى بمهلة أطول على كرسيه المعوجة قوائمه، وها هو الكيان يشكره على صنيعه لأهمية هذا الكنيس عنده… فقد أشار تقرير الجارديان أن كنيس “إلياهو هانبي” في الإسكندرية، يكتسب أهمية خاصة لدى كيان يهود لثلاثة أسباب:
– أما السبب الأول كونه يعد أكبر المعابد اليهودية في الشرق الأوسط؛ حيث يتسع لـ700 يهودي، ولهذا فهو يحظى بأهمية كبيرة لدى كيان يهود.
– وأما السبب الثاني فيرجع إلى حرص اليهود التاريخي على إقامة هذا المعبد؛ فقد بني عام 1354م، غير أنه سقط خلال الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت عام 1798م. وظل الكنيس مهدماً حتى عام 1850م، عندما تم إعادة بنائه في عهد الخديوي إسماعيل، حاكم مصر آنذاك، بعد أن هدمه نابليون بونابرت بأكثر من خمسين سنة.
– وأما السبب الثالث (ولعله أخطرها كونه يكشف عن عقيدة اليهود في هذا المعبد) فيعود إلى كون كنيس “إلياهو هانبي”، الواقع في قلب مدينة الإسكندرية، قد بني احتفاء بإلياهو هانبي الذي يعتبره اليهود أحد أنبياء بني إسرائيل، ويعتقدون أنه سيأتي في المستقبل، “مبشراً بخروج يأجوج ومأجوج”!! المعلومة قصتهم وأنهم سيظهرون ليلتهموا الأخضر واليابس في طريقهم. انتهى النقل عن مقال الجارديان.
وبالعودة إلى تصريح بومبيو حول قانونية المستوطنات، وجب التذكير بأن يهود هم من يعطلون إعلان ترامب عن صفقة القرن، وبعد عصا المجافاة الأمريكية، قالت صحيفة “جيروزاليم بوست” اليهودية، (إن يومين مرا على الانتخابات العامة التي جرت في (إسرائيل) دون أن يتصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برئيس الوزراء (الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو)، ها هو بومبيو يلوح للكيان بالجزرة، لعل نتنياهو يكف عن عناده ويسرع في خطوات التفاوض مع فتح ومع حماس ليخرجوا بحل يبرز إنجازا شرق أوسطيا طال انتظار ترامب له ليعينه على الترشح لفترة رئاسية ثانية.
إن هذا الغزل الوقح من بومبيو للكيان، وتلك الفرقعة الإعلامية – للإلهاء عن أزمة أمريكا في الناتو الآيل للسقوط – وإن حمل في طيات تصريحه محاولة خبيثة لتشتيت انتباه الأمة… فإن من نافلة القول إن الأمة حاضرة لم تغب عن المشهد، بل وتتداعى جنباتها بالحراك والثورة، فتوشك أن تكسر قيد التبعية الذي كبلنا به عملاء الغرب من بني جلدتنا؛ وخير شاهد على صحوة الأمة هو أزمة أمريكا وعميلها بشار في سوريا على الرغم من التحالفات وبشاعة الإرهاب والتقتيل والتحريق والتشريد، بل ومكر الليل والنهار من دجاليها في طهران وأنقرة والضاحية الجنوبية؛ ومأزقها الحرج الذي فضحه حراك أهل لبنان، وأزمة عملاء منطقتها الخضراء في بغداد، ومن قبل في اليمن وفي ليبيا، ومؤخراً مأزقها في إيران المنتفض على عملاء طائفيتها رعاة عمائم الدجل المحتلين لشعب الأهواز وغيرهم. فإن كان تصريح بومبيو إلهاء وإشغالا للرأي العام عن مآزقها تلك وغيرها من المآزق والأزمات، وتشتيتا للأمة أن تتشابك خيوط صحوتها؛ فإننا نبشره وأمريكا من خلفه بالذي يسوؤهم…
إن مكر الليل والنهار لهو أوهن من بيت العنكبوت، وما هي إلا غضبة تغضبها الأمة لله وفي الله، فتنفض عن نفسها غبار ذل حكامها وتبعيتهم، وتجمع أمرها على رجل منها، ليطهر أقصاها من دنس يهود، ومن ثم تغذ السير تحمل دعوة الإسلام وعدله إلى شعوب العالم الذين تسومونهم برأسماليتكم النفعية العفنة ذل العبودية للمخلوق ونسيان الخالق سبحانه… وما ذلك على الله بعزيز.
﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ طاهر عبد الرحمن – ولاية مصر