مع الحديث الشريف – من لا يرحم الناس لا يرحمه الله

 

 

مع الحديث الشريف

 

من لا يرحم الناس لا يرحمه الله

 

 

 

حياكم الله أحبتنا الكرام، ونكون معكم وحلقة جديدة من حلقات، مع الحديث الشريف، وخير ما نبدأ به حلقتنا تحية الإسلام، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

جاء في سنن الترمذي – كِتَاب الْبِرِّ وَالصِّلَةِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَاب مَا جَاءَ فِي رَحْمَةِ المسلمين

 

عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من لا يرحم الناس لا يرحمه الله“. متفق عليه

 

الرحمة لغة: الرحمة: من رحمة يرحمه، رحمة ومرحمة، إذا رقَّ له، وتعطف عليه، وأصل هذه المادة يدلُّ على الرقة والعطف والرأفة، وتراحم القوم: رحم بعضهم بعضًا.

 

معنى الرَّحْمَة اصطلاحًا الرَّحْمَة رقَّة تقتضي الإحسان إلى الْمَرْحُومِ، وقد تستعمل تارةً في الرِّقَّة المجرَّدة، وتارة في الإحسان المجرَّد عن الرِّقَّة

 

وقيل: (هي رِقَّة في النفس، تبعث على سوق الخير لمن تتعدى إليه)

 

وقيل: هي (رِقَّة في القلب، يلامسها الألم حينما تدرك الحواس أو تدرك بالحواس، أو يتصور الفكر وجود الألم عند شخص آخر، أو يلامسها السُّرور حينما تدرك الحواس أو تدرك بالحواس أو يتصور الفكر وجود المسرة عند شخص آخر)

 

 إن هذا الحديث وغيره من الأحاديث يدعو إلى الرحمة ويحث عليها، وقد وصف النبي الكريم نفسه صلى الله عليه وسلم بإنه نبي الرحمة حين قال: “أنا محمد، وأحمد، والمقفي، والحاشر، ونبي التوبة، ونبي الرَّحْمَة” رواه مسلم  

 

وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم: “مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى” .

 

يقول النووي معلقًا على هذا الحديث: “هذه الأحاديث صريحة في تعظيم حقوق المسلمين بعضهم على بعض، وحثِّهم على التراحم، والملاطفة، والتعاضد، في غير إثم ولا مكروه”

 

 وقال ابن أبي جمرة: “الذي يظهر أنَّ التَّراحم، والتوادد، والتعاطف، وإن كانت متقاربة في المعنى لكن بينها فرق لطيف، فأما التَّراحم فالمراد به أن يرحم بعضهم بعضًا بأخوة الإيمان، لا بسبب شيء آخر، وأما التوادد فالمراد به التواصل الجالب للمحبة، كالتزاور والتهادي، وأما التعاطف فالمراد به إعانة بعضهم بعضًا، كما يعطف الثوب عليه ليقويه.

 

اللهم اجعلنا من عبادك المتراحمين آمين

 

أحبتنا الكرام وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

كتبته للإذاعة

عفراء تراب