“لا تخبر أحدا أبدا بما عشته”!!
الخبر:
نقل موقع الجزيرة نت يوم الأربعاء، 2019/11/27م خبرا تحت عنوان (لوموند: سيدة من الإيغور تحكي عن الجحيم الذي عاشته بالمعتقلات الجماعية في الصين) جاء فيه بتصرف يسير:
“في مقال بصحيفة لوموند الفرنسية، تروي تورسوناي زيافدون الإيغورية الأربعينية التي عاشت 11 شهرا في “مركز تعليمي وتدريبي” صيني بولاية جينيوان، الجحيم الذي عاشته في محبسها.
وتصور حياة هذه المرأة – كما تقول الصحيفة – مزيج التعسف والأكاذيب والترهيب الذي رافق سياسة الاعتقال الجماعي للإيغور والكازاخيين في الصين.
تقول تورسوناي و”بمجرد وصولي أدركت أنه لم يعد نفس المخيم على الإطلاق. كان التفتيش دقيقا للغاية، فقد خلعوا ملابسنا تماما وقدموا لنا ملابس أخرى، دون أزرار. وتقدمت بأوراق تثبت اعتلال صحتي، ولكن حراس النساء صاحوا في وجهي قائلين دعي التمثيل، هل تعتقدين أننا سنشفق عليك؟ مات كثيرون هنا ولم يسمح لهم بالخروج. كنت خائفة للغاية”.
ووصفت أنها في ذلك اليوم رأت مسنة من الإيغور تجاوزت السبعين وقد أجبروها على خلع ملابسها الطويلة أمام الحراس، وتركوها في لباس ضيق، ثم مزقوا أزرار سترتها ثم وشاحها، ولم يكن لديها شعر وكانت تحاول إخفاء ثدييها، وهم يصرخون عليها أن تسبل يديها. فبدأت تبكي من الخجل وبكيت أنا أيضا، كانوا من عرقية الهان وقد دأبوا على الصراخ، أو كان من بينهم كازاخيون لكنهم كانوا يتبعون الأوامر فقط.
وتقول تورسوناي إنها كانت أخف الجميع حكما، إذ “حكم علي بعامين لأنه لم تكن لدي عائلة قريبة يمكنني الاتصال بها، ومع ذلك تم الإفراج عني في نهاية عام 2018″، بعد تفجر فضيحة اعتقال الكازاخيين في الصين، وكانت آخر التعليمات التي تصدر للمفرج عنهم هي “لا تخبر أحدا أبدا بما عشته”.
التعليق:
لن نتحدث عن الظلم السياسي الواقع من الأنظمة القائمة في العالم أجمع على المسلمين رجالاً ونساءً وأطفالاً وخاصة هذه الدول المتباكية على المرأة وما يصيبها من ظلم، وفي الوقت نفسه تصر على إظهار النموذج الغربي الديمقراطي للمرأة على أنه النموذج الأمثل والقدوة الذي يجب أن يتخذه المسلمون ويسيروا عليه في السلوك والتشريعات والقوانين.
إن ما ذكرناه أعلاه غيض من فيض فلو كانت تلك المرأة قطة أو امرأة ساقطة لوجدنا أن جمعيات حقوق الحيوان والمرأة على حد سواء ما توقفت عن النياح والصراخ ولطالبت بإيقاع أقصى العقوبات على الصين جراء صنيعتها تلك، ولكن لما كان الأمر يتعلق بامرأة مسلمة اكتفوا بمقالة صحفية تدغدغ مشاعر السذج دون أن يكون لها صدى على أرض الواقع، ولسنا نطالب من هذه الدول الغربية شيئا ولكننا نلفت النظر إلى ادعاءاتهم المعوجة التي ما برحوا عن المناداة بها من مثل شعار مساواة الرجل بالمرأة.
بينما الإسلام عدل بين الرجل والمرأة، فكرم المرأة وجعلها مكفولة الرزق من مولدها حتى مماتها يحق لها العمل ولا يجب عليها الإنفاق على الزوج والولد والأب والأخ… بل يجب على الرجال الإنفاق عليها حتى لو كانت تملك المال، وإذا لم يوجد الأب والأخ والزوج لينفق عليها وجب على الدولة الإنفاق عليها بالمعروف “أي ضمان البيت والملبس والمأكل كأوسط الناس” لذلك لم تعرف الأمة الإسلامية الظلم للمرأة إلا تحت سيطرة النظام الرأسمالي على الدول القطرية التي قامت بعد هدم دولة الخلافة.
ولهذا فإن من يريد للمرأة أن تتبع الغرب في قوانينه وتشريعاته وسلوكياته إنما يظلم المرأة ويحط من قدرها، بينما الذي يدعوها للتمسك بدينها الإسلامي الحنيف فهو يرفع من شأنها ويحافظ على كرامتها وعفتها حتى تكون محط رعاية أبيها وأخيها، وملكة في بيت زوجها يلتف حولها الأبناء والأحفاد إذا ما تقدمت في السن لا أن تموت في معتقلها أو يعتدى عليها أشد الاعتداءات الوحشية التي يندى لها جبين الإنسانية، قال تعالى: ﴿وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَىٰ هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَىٰ أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بسام المقدسي – الأرض المباركة (فلسطين)