Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث – الشريف سنوات خدّاعات

 

 

مع الحديث الشريف

سنوات خدّاعات

 

 

 

حياكم الله أحبتنا الكرام ومع حلقة جديدة من حلقات مع الحديث الشريف، وخير ما نبدأ به حلقتنا تحية الإسلام، فالسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

 

جاء في سنن ابن ماجه – كِتَاب الْفِتَنِ باب سيأتي على الناس سنوات خداعات

 

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ الْجُمَحِيُّ عَنْ إِسْحَقَ بْنِ أَبِي الْفُرَاتِ عَنْ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتُ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ” قِيلَ وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ قَالَ “الرَّجُلُ التَّافِهُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ”

 

الرويبضة: في اللغة تصغير الرابضة، وهو راعي الربيض، والربيض: الغنم، والهاء للمبالغة. شرح السنة للبغوي

 

قال ابن منظور: الرويبضة: هو العاجز الذي ربض عن معالي الأمور وقعد عن طلبها، والغالب أنه قيل للتافه من الناس لِربُوضِه في بيته، وقلة انبعاثه في الأمور الجسيمة.

 

أحبتنا الكرام، إن في هذا الحديث الشريف وصفا دقيقا لما تعيشه الأمة هذا الزمان، فالكاذب يصدق، والصادق يكذب، ويؤتمن الخائن ويوكل أمور الناس أما الأمين فبات مكانه خلف القضبان أو في بيته دون عمل، ووكل علينا حكام رويبضات، منهم من جثم على صدور الأمة سنوات طوالا وكان مصيره الزوال، ومنهم من بقي ولكنه سيلقى نفس المصير، ومنهم من لبس ثوب الإسلام وأوهم الأمة أنه يعمل لصالحها ينصر ضعيفهم بإرسال قوافل الغذاء والكساء بدل إرسال الجيوش لتحريرهم، يذم ويدين فعل عدوهم ويصافحهم ويعقد الاتفاقيات معهم..

 

رويبضة يتبعه رويبضة، ولكن هذا الأمر لن يدوم طويلا إن شاء الله، كيف لا وقد بشرنا الرسول الكريم بخلافة راشدة على منهاج النبوة، كما أخبرنا عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه مسلم عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” يَكُونُ فِي أُمَّتِي خَلِيفَةٌ يَحْثِي الْمَالَ حَثْيًا لا يَعُدُّهُ عَدًّا “. ثُمَّ قَالَ: “وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيَعُودَنَّ هَذَا الأَمْرُ كَمَا بَدَأَ وَلَيَعُودَنَّ كُلُّ إِيمَانٍ إِلَى الْمَدِينَةِ كَمَا بَدَأَ، حَتَّى يَكُونَ كُلُّ إِيمَانٍ بِالْمَدِينَةِ “

 

فالله نسأل أن يجعلنا من شهود هذا الزمن وجنوده، وأن يعجل علينا بالفرج اللهم آمين

 

وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه

 

 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

كتبته للإذاعة

عفراء تراب