مع الحديث الشريف
باب من كره أن يعود في الكفر كما يكره أن يلقى في النار
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في “باب من كره أن يعود في الكفر كما يكره أن يلقى في النار من الإيمان”.
حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان، من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومن أحب عبدا لا يحبه إلا لله عز وجل، ومن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه، كما يكره أن يلقى في النار”.
لو سألتم أي من المسلمين على وجه الأرض هل تحبون الله ورسوله؟ لكان الجواب بالطبع نعم نحبهما، ولو تابعتم بسؤال ثانٍ: ما الدليل على محبتكم لهما؟ لسمعتم كلاما لا يدل على صدق ما يقولون. كل يدعي وصلا بليلى وليلى لا تقر لهم بذاكا. فما الدليل على هذه المحبة إذن؟ الدليل في قوله تعالى” قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله“.
أيها المسلمون:
هذا هو المقياس الذي يبين صدق ادعائنا لمحبة الله ورسوله، فمن قال أنا أحب الله نقول له: هل تتبع رسوله كما طلب منك “فاتبعوني يحببكم الله“؟ هنا الكلام عن المحبة- أيها المسلمون-، هنا الصدق هنا الإخلاص هنا المحبة، فلا داعي أن نبقى نترنم بكلام في محبة الله ورسوله دون الوقوف على حقيقة هذه المحبة، ودون التضحية بالوقت والجهد، فبحجم هذه التضحية تكون حلاوة الإيمان، وحقيقة ما تعيشه الأمة هذا الأيام من ضنك تستوجب من كل المسلمين التضحية والعطاء، تستوجب من كل مسلم أن يثبت هذه المحبة بالعمل الجاد والمخلص لإعزاز هذا الدين وتخليص المسلمين؛ بل العالم أجمع من شقاء الرأسمالية والديمقراطية التي أسقطت الإنسان إلى حمئة أدنى من حمئة الحيوان.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم