الحكومات العلمانية تحول الكوارث الطبيعية إلى أزمة
(مترجم)
الخبر:
خلال الأسابيع القليلة الماضية عصفت الأمطار الغزيرة في البلاد حيث قامت وسائل الإعلام بنشر تقارير عن مدى الدمار وحالات الوفاة في جميع أنحاء البلاد – بما في ذلك المناطق الوسطى والساحلية والشمالية الشرقية – مع تحذير الخبراء من احتمال وقوع الأسوأ. ومؤخراً وقوع حادثة القتل المأساوية التي أودت بحياة أكثر من 50 شخصاً في غرب بوكوت بسبب الفيضانات الهائلة التي دمرت المنازل وتسببت في انهيارات أرضية أدت إلى دفن السكان تحت الأنقاض حيث كانت أسوأ مأساة طبيعية في السنوات الأخيرة.
التعليق:
كشفت الأمطار مرة أخرى عجز الحكومات العلمانية عن إدارة الأزمة. حيث كان من الممكن التقليل من الوفيات في غرب بوكوت لو كان هناك الاستعداد المناسب لحدوث الكوارث. من المثير للقلق أنه بعد عدة أيام من وقوع الكارثة، تعذرت عملية محاسبة الكثير من الناس لأنهم، على الأرجح، لقوا حتفهم في الكارثة التي وقعت. والأكثر إيلاماً هو عدم تمكن المسؤولين الحكوميين، بقيادة فريد ماتيانج، وزير الداخلية، من الوصول إلى القرية حيث توفي عشرات الأشخاص بشكل مأساوي. كان من الممكن ألا يصل الوضع إلى هذه الدرجة لو كانت الحكومة أكثر تحملاً لمسؤوليتها واتخذت الإجراءات المناسبة مبكراً.
بسبب عدم وجود سياسات الإسكان المناسبة للدولة والاستيلاء على الأراضي من المسؤولين في الدولة؛ فإن العديد من الأسر الفقيرة لديها فرص محدودة للوصول إلى المناطق الآمنة، وبتعريض حياتهم للخطر يقومون بالعيش في هذه المناطق المعرضة للفيضانات. مناطق تمتلئ بشبكات الطرق السيئة، حيث لم يتم بناء معظم الطرق، خاصة في المناطق النائية، بسبب الفساد المتفشي الذي جعل 32 في المائة من سكانها يعيشون على بعد كيلومترين من الطرق الموسمية، مما يؤدي إلى تفاقم الوضع الذي يمكث فيه ضحايا الفيضانات بلا حول ولا قوة.
من الواضح أن الكارثة هي كيف تقوم الأنظمة الرأسمالية العلمانية بتحويل الكوارث الطبيعية إلى أزمة إنسانية. في كثير من الأحيان عندما تحدث مثل هذه المصائب، فإنها تكشف عن الطبيعة الحقيقية للرأسمالية وأنظمتها الحاكمة بعدم إعطاء الأولوية للمصالح العامة. عندما يخوضون المعركة من أجل السلطة، يجوب السياسيون الرأسماليون العلمانيون البلاد بطائرات هليكوبتر سعياً للحصول على الأصوات الانتخابية، لكنهم أثناء الفيضانات يشاهدون التليفزيونات بينما يغرق الناس! هذا هو الوصف الحقيقي للرأسمالية وقادتها الذين يقدّرون حياتهم فقط ويتجاهلون حياة الفقراء. حتى لو كان صحيحاً أن الإنسان لا يمكنه أن يمنع مثل هذه الكوارث الطبيعية، إلا أن الله سبحانه وتعالى أمر الإنسان بالأخذ بالأسباب من خلال وضع إجراءات خاصة كوسيلة للتخفيف من هذه الكوارث عند حدوثها. كمجموعة من الاحتياطات المتكاملة، يفرض الإسلام مسؤولية رعاية الشؤون العامة على عاتق الدولة وليس الأفراد. يقول رسول الله e: «الإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ».
الدولة الإسلامية (الخلافة) مكلفة بتأمين حياة رعاياها في كل وقت. أما بالنسبة للكوارث الطبيعة مثل الفيضانات والانهيارات الأرضية، فإن الخلافة تستخدم أموالاً من بيت المال لتنفق من أجل الاهتمام بالرعايا المتضررين، وهذه هي مسؤوليتها تجاه الأمة وليست المصلحة. وإذا لم يتوفر المال المطلوب في بيت المال، يجب على الخليفة فرض مبالغ معينة من الأموال على أغنياء المسلمين لسد الحاجة في مثل هذه الأوضاع. هذه هي الطريقة التي تحمي بها الخلافة الأرواح الثمينة لرعاياها بإذن الله تعالى.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شعبان معلّم
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في كينيا