Take a fresh look at your lifestyle.

قادة الناتو يواجهون ترامب بشأن التحركات العسكرية “المتأخرة”

 

قادة الناتو يواجهون ترامب بشأن التحركات العسكرية “المتأخرة”

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

 قادة الناتو سيخبرون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأربعاء بأنّهم ينفقون مليارات الدولارات الإضافية على جيوشهم على أمل أن يتراجع عن هجومه على التحالف الغربي. في محادثات رسمية تمّت بعد حفل استقبال أقيم في قصر باكنجهام يوم الثلاثاء للاحتفال بمرور 70 عاماً على حلف الناتو، قرر القادة الأوروبيون بقيادة ألمانيا وفرنسا إخبار ترامب بأنهم لن يعامَلوا كشركاء صغار في مواجهة النزاعات العالمية.

 

على الرغم من اتهامات ترامب يوم الثلاثاء بأن الحلفاء كانوا “جانحين” في فشلهم في الإنفاق على القوات المسلحة بالقدر نفسه الذي تنفقه أمريكا على قواتها، فإن أوروبا وتركيا وكندا سوف تستغل التجمع الذي سيقام في نادي الغولف الفاخر شمال لندن ليناقشوا فكرة إنفاقهم 400 مليار دولار بالشراكة فيما بينهم على الدفاع بحلول عام 2024.

 

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على موقع تويتر “إذا استثمرنا المال وخاطرنا بأرواح جنودنا… يجب أن نكون واضحين بشأن أساسيات الناتو”، مضيفاً أنه “سيدافع يوم الأربعاء عن مصالح فرنسا وأوروبا”.

 

من المحتمل أن يكون ذلك دافعاً سياسياً لحلف شمال الأطلسي للنظر في دور أكبر للحلف في الشرق الأوسط وربما في أفريقيا، على الرغم من أن برلين وباريس يجب أن تسعيا أولاً للحصول على دعم الناتو لمجموعة “الأشخاص الحكماء” لوضع خطط لإعادة التشكيل. (الجزيرة.كوم)

 

التعليق:

 

على الرغم من دعواتهم لحرية التعبير، وحرية العقيدة والدين، فإن الغرب ينشر رسالات ضد البلاد الإسلامية معادية للإسلام ومناهضة للدين، رسالات علمانية ومنحطة.

 

لقد تطورت وظيفة الناتو التي تزعم “ضمان الحرية والأمن للبلاد الأعضاء فيه بشتى الوسائل والأساليب السياسية والعسكرية”، لتصبح الذراع العسكري لخطط الغرب الاستعماري.

 

والمثير للدهشة أن تركيا بدت مندهشة حقاً من أنها لا تُعامل على قدم المساواة. لو كان الأمر متروكاً لدول مثل فرنسا، وليس للولايات المتحدة، لكان قد تم إعطاء تركيا “رفض عضوية دولة باريا في الاتحاد الأوروبي” منذ فترة طويلة. ليس من المستغرب إذن، على الرغم من عدم وجود دعم لمطالبها، أن تراجعت تركيا عن تهديدها بإعاقة خطط دفاع البلطيق. لا يهتم الناتو لا بالمحرقة ولا بالموت ولا بالمعاناة التي يعيشها حوالي 100 مليون مسلم في سوريا والعراق وفلسطين واليمن وليبيا. ولماذا يهتمون؟! إنه كتلة عسكرية، تم إنشاؤها للحفاظ على المصالح القومية للدول الغربية.

 

كما تساءل الرئيس ماكرون ببلاغة “من هو العدو الحقيقي؟” قبل الإشارة بشكل كبير إلى “الإرهاب العالمي”. وأوضح وزير الخارجية الهنغاري في مقابلة مع بي بي سي أن أحد “التهديدات” التي تواجه أوروبا هي مشكلة اللاجئين من الجنوب، وألقى باللائمة على (الإرهاب). ولا يوجد ذكر للسياسات الخارجية المدمرة للرأسمالية الاستعمارية في الغرب والتي تسببت في الأزمة.

 

الغرب، لا يتعامل مع الأسباب الجذرية. فهو يفقد الذاكرة بشكل انتقائي، ويترك جانبا الحقائق غير المريحة، مثل حقيقة تنظيم الدولة، الناشئة عن احتلال العراق وتدميره من تحالف غربي مبني على كذبة. وقد ساعد انتشار تنظيم الدولة لاحقاً في سوريا على مكائد الدول الغربية المهتمة، مثل روسيا وإيران في خلق واحدة من أكثر الأوضاع دمويةً وأطولها قسوةً في الآونة الأخيرة. ولم تكن من أجل المبادئ النبيلة أو لمصلحة المسلمين في سوريا، ولكن كما يقول ترامب “نحن نحافظ على النفط”.

 

يمكننا أن نفهم أن من طبيعة الغرب المادي أن لا يخدم إلا نفسه وأن ينظر إلى بقية العالم على أنه مجرد مورد للنّهب. ولكن ماذا عنا نحن الأمة الإسلامية؟

 

لماذا لم يوحد حكامنا وسياسيونا جيوشنا أيضاً، للقتال من أجل مصالحنا؟ أو على الأقل، للدفاع عن شرف ودم أمتنا وأرضنا؟

 

لماذا نحن منقسمون جداً بينما يأمر الإسلام صراحةً بأن تتوحد الأمة في ظل الإسلام؟ لماذا جيوشنا ومحاربونا، يدافعون عن الدّمى، وينفذون خطط أسيادهم الغربيين ويتعاملون مع مواردنا الطبيعية باعتبارها ممتلكاتهم الشخصية، ويبيعون الأسهم ويجنون مليارات الدولارات من ثروات الأمة؟

 

لقد حان الوقت لنستيقظ من هذا الكابوس الذي لا ينتهي. لا مزيد من الفجر الزائف، سراب “الينابيع” أو تقليد ساخر لـ”الدول”

 

يجب أن نرفض أفكارهم الفاسدة والمفاهيم الخاطئة والأنظمة الفاسدة التي تدمر مجتمعاتنا. إن تقليد طريقتهم في الحياة لن يجلب لنا الفوز في هذه الحياة ولا في الحياة الآخرة. انظروا إلى تونس ومصر. إن السياسيين والحكام الدمى، والعلماء الفاسدين الذين يفتون لهم، والمنظمات غير الحكومية الخبيثة الممولة من الخارج والمنظمات بكل فسادها، ليسوا عبيداً لله سبحانه وتعالى، إنهم عبيد للغرب وأعداء للأمة.

 

إن تحررنا وفوزنا الحقيقي الآن وفي الآخرة، لا يمكن تحقيقه إلا من خلال العودة إلى الإسلام بشكل كامل واستئناف الحياة والحضارة الإسلامية، بالطريقة والشكل الذي علمنا إياه رسول الله r.

 

يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد حمزة

2019_12_08_TLK_1_OK.pdf