ماذا تفعل مؤسسة أوتورد باوند في بلاد المسلمين؟
الخبر:
في تغريدة لها عبر حسابها الرسمي باللغة العربية في “تويتر” ذكرت وزارة الخارجية البريطانية: “استضاف مارك إيفانز، الرحالة البريطاني والرئيس التنفيذي لمؤسسة أوتورد باوند عُمان @OutwardBoundO، الحاصل على وسام عضو الإمبراطورية البريطانية، دوق كامبريدج في وادي العربيين”. وأضافت في تغريدة أخرى: “يتمثل أحد جوانب الاتفاقية الشاملة بين المملكة المتحدة وسلطنة عمان في الترويج لعمل مؤسسة أوتورد باوند عُمان. وتعمل مؤسسة أوتورد باوند عُمان على دعم أهداف رؤية #عمان_2040 لتطوير الكوادر الوطنية، من خلال إتاحة الفرص لهم لتطوير مهارات قيمة في مجال التعليم، والعمل والحياة”.
التعليق:
أوتورد باوند، (Outward Bound) هي مؤسسة بريطانية تعليمية غير ربحية، تأسست عام 1941 في ويلز ولديها الآن فروعٌ في 32 دولة، وتُعدُّ عُمان أول دولة ناطقة بالعربية تفتح فرعاً للمؤسسة على أراضيها. ومن الواضح أن فرع المؤسسة في عُمان يحظى باهتمام ودعم كبيرين من بريطانيا حيث وصف دوق يورك – الابن الثاني لملكة بريطانيا ورئيس مجلس إدارة أوتورد باوند في المملكة المتحدة – وصف أوتورد باوند عُمان بأنها “جوهرة في مجتمع أوتورد باوند العالمي”. وخلص فريق المراجعة الدولي إلى أن أنشطة أوتورد باوند عُمان كانت “استثنائية للغاية…”.
إن حقيقة المؤسسة البريطانية أوتورد باوند التي لا يمكن أن يخطئها عاقل هي أنها ليست مجرد مؤسسة تعليمية خيرية تعمل على تطوير مهارات الشباب وبناء كفاءات خدمة لمجتمعاتنا بحكم الصداقة واتفاقيات الشراكة، كما يريدون إيهامنا، بل هي أداة من أدوات بريطانيا الخبيثة، تنفذ مشاريعها وتروج لقيمها وأفكارها وثقافتها. وأهداف المؤسسة متعلقة بأهداف بريطانيا وهي أهداف استعمارية خبيثة وخطيرة وبعيدة المدى، تتمثل في بناء جيل كامل متأثر بالثقافة الغربية يحمل وجهة نظره في الحياة وإعداد طبقة من العملاء ينتهي بها الأمر إلى تولي مراكز قيادية في المجتمع تقوم من خلالها بتحقيق أجنداتها وبسط ثقافتها وأفكارها، وهذا هو ديدن بريطانيا في صناعة العملاء كما هو الحال مع الحكام الحاليين الخاضعين لها.
إن كل من يعي حقيقة العلاقة بين الإسلام والغرب الكافر وعلى رأسه بريطانيا المستعمرة لبلادنا، الهادمة لخلافتنا، المحاربة للإسلام والمسلمين، يدرك جيدا أن لا صداقة ولا تعاون بيننا وبين الغرب الكافر، بل هو صراع بين الحق والباطل، وإن الباطل كان زهوقا. ويدرك أيضا مدى خطورة عمل المؤسسات والمنظمات التي تنشؤها الدول الاستعمارية تحت مسميات مختلفة وتسخّر الحكومات العميلة لها لحراستها وتسهيل عملها، تارة تحت غطاء العمل الخيري التطوعي وبناء كفاءات، وأخرى تحت ستار حقوق الإنسان…الخ. لذلك كان حريا بأبناء الأمة الواعين فضحُ هذه المنظمات وبيان حقيقتها والوقوف في وجهها بقوة. وحري بهم أيضا أن يعملوا مع العاملين لإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي ستقتلع نفوذ الغرب الكافر من بلادنا وتحبط خططه الاستعمارية الخبيثة التي تستهدف الإسلام والمسلمين وبلادهم، وترسل الرسل لزعماء الكفر وقادتهم لتقول لهم أسلموا تسلموا… لا أن نستقبلهم بكل حفاوة في بلادنا ونحن لهم صاغرون! ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فاطمة بنت محمد